حين يقرأ العربيُّ رُبعَ صفحةٍ في السَّنة..! أو قُل: ستّ دقائق سنوياً، مقابل 200 ساعة سنوياً للفرد الأوروبي وِفقاً لتقرير مؤسسة الفكر العربي. ومرَّةً تُطالعنا الصحف بتقارير عن دراسة ألمانية، أو أمريكية، ومرة نجد استبياناً للأمم المتحدة، وأنت وأنا وهم لم يشارك أيُّنا في هذه الاستبيانات، ولا نعرف مصادرها، ولا على ماذا استندت، وكيف بنت إحصاءاتها حول مُعدَّل القراءة؟. ومنذ أن سكن الاضطرابُ فِكرَ كاتب هذه السطور- قبل أعوام- حول هذه المعلومة بالذَّات، وهو في حيرة من أمره بين التَّصديق أو التشكيك فيها، أو بالأحرى التضجُّر ممن يطير بها دون تثبُّت. كيف يُردِّد من يقول بأنَّ أمة «اقرأ» لا تقرأ، قولَه، وهو لا يقرأ ولا يهتمُّ بالأبحاث، وهذه المعلومة وصلَتْهُ عن طريق الإعلام الذي يفهمُ المتحدثُ نفسُه قليلاً من أيديولوجيَّاته وسياساته، وينتقده كلَّ وقتٍ؛ لكنَّه في نفس الوقت يعتقدُ جازماً بما وافق هواه.. وينسى اعتقادَه آنفاً بضلال الإعلام وتسييسه، فيُسلِّم بهذه المسألة بالذات من حيث لا يدري؟! كتبتُ في «المدينة» قبل أعوام: «معدَّل القراءة لدينا.. اعذروا جهلي! «حاولتُ أن أجد من يُنقِذَني من اللَّبس واليأس وصادفتُ دكتورَنا عثمان الصّيني، وطمأنني قليلاً برُؤية جلِيَّة.. إلا أنه برَّد كبدي وقلبي بخبر مميَّز عن دراسة «محلية» مهمَّة في هذه المسألة.. فما الذي كشفتْهُ هذه الدراسة؟ وما الدور الذي ينتظرُ دكتورَنا حمزة المزيني؟. لعله مقال قادم إن شاء الله تعالى.