صدرت عن المجلة العربية دراسة تناولت «واقع القراءة الحرة في المملكة العربية السعودية»، أعلنت من خلالها نتائج حالة المجتمع السعودي مع القراءة. كما هدفت الدراسة إلى إجراء مراجعة نقدية لمفهوم القراءة الحرة في سياقها الثقافي والمجتمعي، ورصد وتحليل لحجم القراءة الحرة على المستوى الوطني، إضافة إلى التعرف على الأبعاد الثلاثة المتعلقة بها في المجتمع السعودي: التفضيلات والمعوقات والتحفيز، وأخيرًا طرح إطار مستقبلي للقراءة الحرة في المملكة. واستغرق عمل هذه الدراسة عام كامل، وأُجريت عن طريق توزيع 12 ألف استبانة على مختلف مناطق المملكة (13 منطقة) وُزعت بنفس نسبة إحصاءات التعداد السكاني الأخير، واعتُمد 10 آلاف منها للتحليل بعد استبعاد ما نسبته 20٪ تمثل الفاقد من الاستبيانات والأعداد المحتملة من الأميين من فئة الكبار. وحاولت الدراسة أن تجيب على الأسئلة البحثية التالية، وهي: كيف تناولت الأدبيات العلمية مفهوم القراءة الحرة وآليات قياس هذا المفهوم؟ وما أهم الخبرات العالمية والعربية في ممارسة القراءة الحرة التي يمكن الإفادة منها في الدراسة الحالية؟ وما واقع ممارسة القراءة الحرة في المجتمع السعودي؟ وما التصور المُقترح الذي يمكن من خلاله دعم ممارسة القراءة الحرة في المجتمع السعودي؟ وبحسب المشرف على الدراسة رئيس تحرير المجلة العربية الدكتور عثمان الصيني فإن الدراسة قد كشفت عن نتائج مغايرة لدراسات مضللة سابقة. مستقية نتائجها من خلال 12 محورا دار حولها الاستطلاع الميداني، حيث كشفت مؤشرات الممارسة أن 78,39٪ من إجمالي المجتمع السعودي يمارسون القراءة الحرة مقابل 21,61٪ لا يمارسونها. وفيما يتعلق بالوقت المستغرق في القراءة الحرة كشف الاستطلاع أن 68٪ من السعوديين يقضون أكثر من 10 دقائق في قراءة المطبوعات الورقية (صحف، مجلات، كتب، قصص وروايات) بينما يقضي 75٪ منهم أكثر من 10 دقائق في قراءة النصوص الإلكترونية، أما معدل القراءة الحرة فيتخذ ما يزيد على 33٪ من أفراد المجتمع السعودي القراءة الحرة نشاطًا يوميًا، وأكثر من 17٪ يمارسونها كل يومين، أي أن القراءة الحرة هي بمثابة عادة لأكثر من نصف أفراد المجتمع السعودي، كما تبدأ النسبة الأكبر من أفراد المجتمع السعودي ممارسة القراءة الحرة في سن العاشرة، وتبدأ نسبة قليلة منهم القراءة الحرة في سن العشرين، وفيما يخص الأماكن المفضلة للقراءة يأتي المنزل في المرتبة الأولى لدى أفراد المجتمع السعودي كأفضل مكان لممارسة القراءة الحرة يليه في الأفضلية المدرسة فالمكتبات العامة ثم يأتي المقهى في المرتبة الرابعة. أما أسباب العزوف عن القراءة الحرة فيتصدر قضاء الوقت مع الأصدقاء قائمة العوامل المؤدية إلى عدم الإقبال على القراءة الحرة، يليه الانشغال بالدراسة، فمشاهدة الفضائيات في المرتبة الثالثة من حيث التأثير سلبيًا في الإقبال على القراءة الحرة، ويمثل عدم التعود على القراءة الحرة منذ الصغر رابع عوامل الإقبال على القراءة الحرة، بينما يحتل الترتيب الخامس بُعد المكتبات عن مسكن المستجيب، يليه عدم وجود الكتب المناسبة. أما تفضيلات القراءة فتحتل الأخبار (سياسة، اقتصاد، أحداث جارية) صدارة الترتيب في تفضيلات السعوديين القرائية يليها الترفيه والفكاهة فالأزياء والزينة، وتحتل الألغاز والأحاجي الترتيب الرابع تليها الروايات والقصص ثم يأتي الشعر الشعبي في المرتبة السادسة. كذلك شمل الاستطلاع أسئلة حول القراءة عبر الإنترنت وتبين من خلال الشريحة المستطلعة أن القارئ السعودي ينجذب نحو الموضوعات التي يصعب الحصول عليها في الكتب، وأيضًا برامج تنمية الذات وما يتعلق بالبحوث والتعليم، ومعلومات بالبريد الإلكتروني.