رمت به ظروف الحياة وقسوتها منذ أكثر من خمس سنوات ليكون المعيل الوحيد لأسرتين مكونتين من 14 فرداً، يقول الطالب (م. حكمي) «ماتت طفولتي منذ خمس سنوات، وأنا مازلت في المرحلة المتوسطة، فقد تحملت أوزاراً ضخمة كالجبال، لا طاقة لأي إنسان بها، واضطررت للتوقف عن الدراسة حتى تتضح الأمور». وقال «منذ خمس أعوام قتل والدي إثر خلافات شخصية مع أحد الأشخاص، وكان متزوجاً من امرأتين ويعيل أسرتين» ويضيف «لا أستطيع أن أتذكر تلك الأيام، فهي كابوس مازلت أعاني منه إلى الآن، فبعد مقتل والدي ومع خروج آخر شخص يعزي والدي في اليوم الثالث، وجدت نفسي وحيداً أمام 14 شخصاً من عائلتين معظمهم أطفال، ويدرسون في جميع المراحل، ويحتاجون إلى من يعيلهم، ومنزلنا مستأجر بأكثر من ألف و500 ريال شهرياً، بخلاف فاتورة الكهرباء وأنا مازلت طالباً في المرحلة المتوسطة، فمن الصعب أن أحصل على وظيفة، فمازلت صغيراً على التوظيف. ويقول «وقفت عاجزاً لمدة أيام لا أدري ماذا أصنع؟، فقام رجال الحي بمبادرة إنسانية وجمعوا لنا مبلغاً من المال حتى انتهينا من التسجيل في الضمان، الذي لا يتجاوز ما يصرفه لنا ألفين و500 ريال، والذي يُعدّ مبلغاً ضعيفاً لا يكفي لإيجار المنزل، وسداد فاتورة الكهرباء، فتقدمت بطلب إلى الجمعية الخيرية في أبوعريش، التي كانت تعطينا ورقة مصروف لا تتجاوز خمسمائة ريال، لكن الجمعية قطعتها علينا منذ مدة وتخلت عنا، والآن مبلغ الضمان هو الدخل الوحيد لي ولأفراد أسرتي، ويعلم الله أنه ليس لدينا دخل آخر»، ويضيف «عاشت أسرتي ظروفاً قاهرة وقاسية، خاصة إخوتي طلاب المدارس، الذين كانوا يتناوبون على الذهاب إلى المدرسة لعدم كفاية المصروف». من جهته، أوضح مدير الجمعية الخيرية بأبي عريش (الشيخ طه البار) بأن الجمعية قامت منذ مدة بتأثيث منزل الأسرة، وهي تقدم لهم مبالغ في المناسبات الاجتماعية، حسب الإمكانيات المتوفرة، مضيفاً بأنهم يقومون بكفالة ثلاثة أيتام من الأسرة حسب قدرتها بمائتي ريال لكل يتيم فقط.