تفترش بائعات “بسطات” شارع القطيف في الجبيل “البلد”، ويضعن مالديهن من بضائع فوق الأسرة، والطاولات، وتتنوع بضائعهن بين المستلزمات النسائية، والمشغولات اليدوية، والبخور، والزيوت والبهارات. وعبرت بائعات البسطات، عن خيبة أملهن في تحقيق مطالبهن، التي طالبن البلدية بها مرارا، خلال زيارات قام بها المسؤولون من المحافظة والبلدية لشارع القطيف، وذكرت البائعات أنهن لم يجدن تجاوباً حتى الآن، وذكرت (أم احمد) التي تعتبر أقدم بائعة أنها تجلس بالقرب من بسطتها منذ ست سنوات مع باقي البائعات، وتتحمل جميع الظروف التي تواجهها سواء تغيرات الطقس أو خسارة البضائع وسرقتها من العمالة الموجودة، عدا عن تحرش البعض بها وببعض البائعات، وهو ما يواجهنه من أجل ألا يمدن أيديهن للسؤال، وقالت “مطالبنا بسيطة تتلخص في إقامة مظلات تقينا تقلبات الجو، وإيجاد “كشك” لحفظ بضائعنا، ووقف العمالة الوافدة عن فرض سيطرتها على شارع القطيف، الذي قسمته العمالة إلى قسمين، حيث فرضت العمالة الوافدة سيطرتها على الجزء الأول، بينما الجزء الثاني تجلس فيه البائعات من المواطنات اللواتي يشكلن الأغلبية. وأشارت (أم عبدالرحمن) “أعمل منذ أربع سنوات وأفرش البسطة وأنظمها وأبدا عملي من الساعة التاسعة صباحا حتى 12 ظهرا، ثم تكون هناك فترة الراحة حيث أتجه إلى المنزل وأرتب شؤون منزلي وأبنائي، وبعد صلاة العصر أعود للسوق مرة أخرى وحتى العاشرة مساء. وقالت أم عبدالرحمن حول سبب عملها “توفي زوجي تاركا لي ثمانية من الأطفال، ومنزلا يجب أن أدفع أجرته ودون دخل ثابت”، وعن الشؤون الاجتماعية، وما تصرفه لها من مساعدة قالت “يصرفون لنا ونشكرهم على ذلك، ولكن ما يصرف لا يكفي قيمة الإيجار، وأنتم تعلمون مدى ارتفاع الأسعار، وهل تعتقدين أنني سأقف طوال اليوم، وبالأحوال الجوية السيئة من حرارة، ورطوبة، وأمطار وغبار، وأتحمل تجاوزات بعض المشترين من الناس وأنا غير محتاجة؟”. وقالت “أطالب بسرعة وضع المظلات على الأقل حتى تقينا الأمطار في الشتاء”، وخلال حديثنا معها، تواجد أحد الزبائن الدائمين سعد ناصر العجمي الذي قال:”أتعامل مع أم عبدالرحمن من سنتين وأشتري بعض المستلزمات منها، وأحترم وقوفها في هذا الجو، وهذا دليل على تعففها”. وقالت سيدة الأعمال في الجبيل (فاطمة العود) “يجب علينا التكاتف لمساعدة مثل هؤلاء السيدات المكافحات، وإيجاد شركات أو مؤسسات، تقوم برعاية هذه الفئة”، ووجّهت دعوة لسيدات الأعمال بالجبيل لتبنّي مشروع تدريب هؤلاء السيدات والاستفادة منهن. توجهت البائعة أم تركي إلى “الشرق” قائلة “أتمنى أن تنقلوا معاناتنا للمسؤولين حتى يقوموا بمساعدتنا، فأنا لدي ست أطفال، وتقاعد زوجي المريض لا يكفي إيجار منزلنا، وقد اتجهت للجمعية بالجبيل لمساعدتي فرفضت لأن زوجي على قيد الحياة، وله راتب تقاعدي، والنظام لا يسمح كما تقول الجمعية بأن أحصل على مساعدة منهم، ولذلك وضعت هذه البسطة برأس مال قدره 500 ريال وأبيع بعض البراقع والبهارات والمستلزمات النسائية وقد تحسن حالنا مع مرور الوقت والدخل يكفى مصاريف أطفالي، فالدخل اليومي لي بين 150 إلى مائتي ريال، يزداد قليلا في الأعياد والمناسبات، والحمد لله يقيني ذلّ السؤال”. توجهت “الشرق” لأمين الجمعية الخيرية بالجبيل أحمد بن مطر السويدي ووجهّت له سؤال عدد من البائعات، وهو لماذا يتم رفض مساعدة المحتاج منهن من قبل الجمعية؟ وتعليل ذلك من قبل الجمعية بوجود الزوج على قيد الحياة وتحصله على راتب تقاعدي فقال “أن الجمعية تفتح أبوابها لكل محتاج حسب ضوابط ودراسات تقوم بها لجان لدراسة الحالة وتقديم تقرير يتم بموجبة اعتماد الإعانة للمحتاجين سواء كان الأب على قيد الحياة وله راتب أو متوفى، فالحالة تحدد مدى حاجتها ومن ثم مساعدتها ،ودعا الأخوات البائعات المحتاجات، لمراجعته بالجمعية ذاكرا أن الجمعية تغطي 800 أسرة محتاجة بالجبيل ولا مانع لديها من تغطية أكبر عدد ممكن حسب توفر الإمكانات من إعانة سنوية من الدولة، وصدقات وتبرعات وزكاة، وأضاف: لدينا دراسة كل نهاية سنة، ومن خلالها تتم إضافة أسر جديدة وإبعاد أسر لم تعد محتاجة وحققت مداخيل جديدة بتوظيف أبنائها أو تحسن أحوالها. من جانبه ذكر رئيس بلدية محافظة الجبيل، نايف فيصل الدويش، بأن مطالبات البائعات بعمل مظلات تقيهم من حرارة الشمس والأمطار، لم يتم التعهد بها من مسؤولي البلدية، وأن ادعاءاتهن بتعهد البلدية بذلك غير صحيحة،لأن وضعهن غير نظامي ويعد مخالفة، وقد سبق منعهن من البيع في الشارع المذكور أكثر من مرة ومصادرة البضائع، مؤكداً أن البلدية تقوم بدراسة لإيجاد مكان ملائم للبائعات الجائلات في حال توفره.