رفض المستشار الإعلامي لحزب الحرية والعدالة في مصر، الدكتور مراد علي، اتهام الإخوان المسلمين الذين أسسوا الحزب بالتدخل في عمل الجيش وفي خطته لهدم الأنفاق الواصلة بين مصر وقطاع غزة، ووصف الاتهام ب «كذب وافتراء». وجاءت تصريحات «علي» رداً على توجيه سياسيين اتهاماً للإخوان بمحاباة حركة حماس الفلسطينية، التي تحكم غزة، على حساب الأمن القومي المصري، ومحاولة التدخل في اختصاصات الجيش لمنع استكمال خطة هدم الأنفاق التي تُستخدَم في التهريب كوسيلة لفك الحصار عن القطاع. وقال علي، في تصريحاتٍ ل «الشرق»، إن الجيش هو المعني بحماية أمن الوطن، وإن جماعة الإخوان لا تتدخل في شؤونه، محذراً مما سمَّاه محاولات للوقيعة بين الجيش والإخوان، ومشدداً على عدم وجود علاقة للجماعة بأعمال التهريب عبر الأنفاق. كما ندد ب «محاولة استدعاء الجيش للعب دور سياسي»، وتابع «كل من يحاول من المعارضة إقحام الجيش في الحياة السياسية فهو ينقلب على الشرعية المنتخبة من الشعب». بدوره، توقع اللواء طارق حبيب أن يكون الرئيس محمد مرسي هو من أصدر تعليمات هدم الأنفاق، بصفته قائداً أعلى للقوات المسلحة، منبهاً إلى أن الجيش يتخذ قراراته في إطار عمل منظم. وأكد اللواء حبيب أن «الجيش لا يخلُّ بالأمانة، وهو مؤسسة كبرى غير قابلة للاختراق من أي فصيل». ورغم حديثه عن مشاركة الرئيس في صنع قرار هدم الأنفاق، إلا أن اللواء حبيب هاجم الإخوان بقوله «هم على استعداد لفعل أي شيء كي لا تُهدَم الأنفاق أو تتأثر علاقتهم بحماس، وهذا واضح لكل الشعب المصري». كما اعتبر أن الإخوان يسعون إلى إقحام الجيش في العراك السياسي «في إطار خطة الجماعة لهدم المؤسسات الرسمية وأخونتها لتحقيق حلم الخلافة الإسلامية»، حسب اعتقاده. وهدَمت القوات المسلحة المصرية خلال الأيام الماضية ما يزيد عن 500 نفق بوسائل متعددة، في إطار حملة موسعة لهدم الأنفاق الواصلة إلى قطاع غزة والمتسببة في خطورة كبيرة على الأمن القومي المصري. وأعلنت القوات المسلحة، على لسان الناطق باسمها العقيد أحمد علي، عن وجود أكثر من 250 نفقاً داخل المنازل المجاورة للحدود، وقال «نعمل على هدم هذه الأنفاق التي تهدد أمن البلاد، ونحن الآن نوجِد البديل وهو المعابر الشرعية». ومنذ تولي محمد مرسي رئاسة مصر، توجَّه مباشرةً لتوطيد العلاقات مع قطاع غزة، لكن مقتل 16 جندياً مصرياً في رفح في مطلع أغسطس الماضي دفع قطاعاً من المصريين لتوجيه اتهام لحركة حماس بالتورط في هذه المذبحة واتهام آخر للإخوان بالتستر عليها. من جانبه، وصف الخبير الأمني، اللواء سامح سيف اليزل، الأنفاق ب «الخطر الذي يهدد الأمن المصري» نظراً لاستخدامها في تهريب البضائع والمواد البترولية والأسلحة والعناصر الخطرة أحياناً. ودعا اللواء سيف اليزل، في تصريحات ل «الشرق»، جماعة الإخوان في مصر إلى الابتعاد عن ملف الأنفاق، وعدم تقديم علاقتها بحماس على أمن البلاد. وفي نفس السياق، حذر عضو جبهة الإنقاذ المعارضة، السفير حسن هريدي، من تدخل الإخوان في أعمال سيادية خاصة بالجيش، ووصف هدم الأنفاق ب «عمل رجولي يجب إتمامه لإغلاقها كاملةً».