أشاد مثقفون في الأحساء بارتفاع سقف الحرية في معرض الرياض الدولي للكتاب، والجهود المبذولة في التنظيم، إلا أنهم طالبوا إدارة المعرض بإرسال موافقتها على مشاركة الناشرين قبل وقت كافٍ، وأبدوا استياءهم من مبالغة بعض دور النشر في أسعارها المرتفعة مقارنة مع معارض الكتب الأخرى. ارتفاع الأسعار والحرية قال الشاعر صلاح بن هندي إن ما لفت انتباهه في المعرض هذا العام هو ارتفاع سقف الحرية، مشيراً إلى أنه وجد عناوين كانت ممنوعة سابقاً من العرض، وإصدارات لكتّاب كانوا محظورين، معتبراً فسحها تقدماً حضارياً، والثقافة أهم المجالات الحياتية التي ينبغي أن يكون فيها سقف الحرية مرتفعاً. وعدّ ابن هندي أن تقدم إصدارات السعوديين على قائمة الأكثر مبيعاً في المعرض مؤشر جيد، كما أن منافسة النساء للرجال على شراء الكتب يعكس ذوقية التعامل الواجبة بين كلا الجنسين. وعن سلبيات المعرض، أشار ابن هندي إلى مبالغة بعض دور النشر في رفع أسعارها، رغم أن هذه الدور نفسها تبيع إصداراتها بأسعار أقل في معارض الكتب في دول أخرى. ضيف الشرف من جانبه، دعا عضو مجلس إدارة نادي الأحساء الأدبي، سابقاً، الدكتور نبيل المحيش، وزارة الثقافة والإعلام إلى التنسيق مبكراً مع دور النشر، وإعطائهم الموافقة على المشاركة قبل وقت كافٍ، لما يسببه تأخر صدور الموافقة من إحراجات للدار وللمعرض، مشيراً إلى أن بعض أجنحة دور النشر كانت خالية في اليوم الأول، وبعضها لم يكتمل سوى في اليوم الثالث من المعرض. وطالب المحيش بضرورة توجيه الدعوة للدولة الضيف قبل ستة أشهر على الأقل من افتتاح المعرض، ليتسنى لها ترتيب أمور مشاركتها، فالمغرب لم تتجاوز عدد دور نشرها المشاركة في المعرض 12 داراً «وهذه مشاركة هزيلة ثقافياً»، بالإضافة إلى ضرورة تنظيم ندوات على هامش المعرض لضيوف الشرف، واستضافتهم في الأندية الأدبية خارج الرياض. وعن إيجابيات المعرض، أشار المحيش إلى الحضور الجيد للوزارة والجهات العلمية، والتعامل الراقي بين دور النشر والزوار، وإلى زيادة المساحة التي أفسحت مجالاً لمشاركة عدد أكبر من دور النشر، إضافة إلى تمديد الوقت حتى الحادية عشرة مساءً. عُرس ثقافي ووصف الشاعر محمد الجلواح المعرض ب«النقطة البيضاء»، و«العرس الثقافي» الذي تبقى أصداؤه طوال العام، مشدداً على أن المعرض أثبت على مدى السنوات الماضية أنه يحاكي كل الشرائح الثقافية وغيرها، من طبيب ومهندس وأديب وفنان، وحتى الموسيقيين عبر الكتب الموسيقية والفنية رفيعة المستوى. الندوات أما المسرحي الدكتور سامي الجمعان، فوصف المعرض بأنه صورة حضارية بدأت تتشكل في المجتمع السعودي، مؤكداً أن ما لفت نظره هذا العام هو العدد الكبير للحضور، مبدياً إعجابه بالبرنامج الثقافي وتنوعه، وتضمينه ندوات مفيدة مثل «غواية حرف الدال»، و»تحديث النقد المغربي»، منوهاً بالمشاركة المغربية، كأول دولة عربية يتم اختيارها ضيف شرف في المعرض، مشيراً إلى أن جناحها جيد إلى حد بعيد. كتب مفسوحة وأوضح الكاتب صالح الحربي أن المعرض هذا العام أفضل بكثير من الأعوام السابقة، نظراً لزيادة مساحة الحرية، وعرض كتب كانت ممنوعة سابقاً، مثل إصدارات أحمد مطر، ودواوين نزار قباني، وغيرها، بالإضافة إلى مشاركة أكثر من ثلاثين دار نشر من بلاد المغرب العربي. ورغم ذلك، أشار الحربي إلى أن هناك بعض السلبيات، بينها مبالغة بعض دور النشر في رفع أسعارها، مشدداً على ضرورة وضع أكثر من مدخل للمعرض، للحد من الزحام عند البوابة، والاهتمام بتوفير مساحة كافية لمواقف السيارات. وتمنى الحربي أن يقام المعرض في ثلاث مناطق من المملكة، وعلى مدى عشرة أيام، وأن يقام كل عام في منطقة مختلفة بشكل دوري.