تواصلت ندوات معرض الرياض الدولي للكتاب عبر برنامجه الثقافي المقام على هامش فعاليات المعرض مساء أمس الأول بندوة ثانية تحت عنوان «الإعلام الرياضي» بمشاركة ناصر الأحمد، وعادل الزهراني، وأدارها عبدالله الحرازي. وقد ناقشت أولى المحاور التي تناولها المحاضران أهمية دور الإعلام الرياضي في انتشار الثقافة الرياضية. وأكد ناصر الأحمد أن الإعلام الرياضي أجج التعصب الرياضي بشكل كبير وخاصة في ظل ثورة القنوات الفضائية الرياضية والقنوات التليفزيونية بشكل عام، إلى جانب ما ينشر في الصحافة الرياضة مما ساعد على ظهور وبروز ظاهرة التعصب الرياضي. أما عادل الزهراني فقد وصف الإعلام الرياضي بأنه في الوقت نفسه أثر تأثيراً سلبياً في إشاعة عديد من المظاهر السلوكية لدى الشباب سواء فيما يتعلق بالتقليد الرياضي على مستوى الشكل والاهتمام به أو على مستوى القيم كالتعصب الرياضي وسوء الظن وغيرها، موضحاً أن الإعلام الرياضي لا يزال يعاني عديداً من الصعوبات أمام عديد من الحسابات المختلفة على مستويات الأندية والمنتخبات التي تتأرجح بين فوز وخسارة. وعن البرامج الحوارية، نفى الزهراني أن يكون سبق أن قدم برنامجاً حوارياً؛ لكونها لا تستميله لعدد من الأسباب التي يأتي من ضمنها على حد تعبيره عدم جودة ونوعية ما يقدم، ووصفها بأنها أشبه بأحاديث سطحية رتيبة عن الرياضة في أغلب ما يقدم عبر البرامج الحوارية الرياضية. بينما وصف ناصر الأحمد البرامج الحوارية بأنها محركا رئيسا للتعصب الرياضي، فقد قال بأنها تأتي ضمن عديد من المضامين التي تبث عبر الفضاء أو تكتب عبر الصحافة الرياضية التي بدورها تعد فاعلا تجاه التعصب الرياضي. وأشار الزهراني إلى أن عديداً من الأخطاء التي تقع في البرامج الرياضية، وخاصة فيما يتعلق بالصدام مع قيم المجتمع وعاداته وتقاليده، تعود في مجملها إلى وجود إعلاميين غير مؤهلين مهنيا، إلى جانب من يمتلكون قدرات مهنية ويفتقدون أدبيات الإعلام التي تفرض عليه أخلاقيات إعلامية لا يمكن أن يُقدم أمامها أي تنازلات. وفي ختام الندوة لفت الزهراني إلى ضرورة أن يكون الجمهور المتابع للقنوات الرياضية أو الصفحات الرياضية هو صاحب القدرة في التأثير على الإعلام الرياضي بحيث يصبح هو المؤثر فيما يقدمه له الإعلام، لا أن يكون تبعاً لما يسمعه ويشاهده ويقرأه في الإعلام الرياضي. واعتبر ناصر الأحمد أن الجيل الناشئ يحتاج اليوم إلى إعلام رياضي هادف وأكثر عمقاً من خلال الاعتناء بالمؤهلين فيه، إلى جانب الاعتناء بثقافة هذا الجيل وتربيته تربية تنطلق من الأهداف العليا التي تبنى عليها ثقافة رياضية متوازنة، مما تجعل من هذا التوجه علاجاً ناجعاً لعديد من الظواهر السلبية التي أفرزها بين شرائح الشباب إعلام رياضي أشاع عديداً من السلبيات التي يأتي في مقدمتها التعصب الرياضي.