عندما تمنع لجان فسح المؤلفات كتاباً من الدخول للبلاد فهي تقدّم وسيلة دعائية لاتضاهى له، وتزيد الإقبال عليه، وتمنح للمؤلف فرصة ذهبية للانتشار . وهذه الطريقة أو الدعاية تضرّ بشكل أو بآخر بجودة النتاج الأدبي والثقافي، بإعطائها بعض المؤلفات وهجاً لا تستحقه، ومنع مؤلفات تستحق الاقتناء، وتسهم بالتأكيد في عزوف المبدعين عن التأليف . اليوم ؛ أجزم أن الوزارة تخلَّت عن كثير من قناعاتها، وخففت كثيراً من القيود، وأصبح لدى موظفي لجنة الفسح كثير من الوعي، والقدرة على الفرز، وبذلك أصبحت الكتب الممنوعة قليلة جداً، ولكن هذا لا يعني أن نتوقف عن مطالبتها بالسعي للتخلّي عن مزيد من القيود . فهي تدرك أن ثورة التقنية فتحت مجالاً أوسع لكل الممنوعين، ومن تمنع الرقابة كتابه بمقدوره أن يعرضه في المتاجر الإلكترونية ، والقارئ سيجد الوسيلة للوصول إليه؛ وهذا مايعني أن وسيلة المنع لم تعد مجدية بقدر ماتروّج لمؤلفات ردئية على حساب مؤلفات أكثر جودة .