قبل خمسة وعشرين عاماً صنع المعلم الشاعر إبراهيم طالع الألمعي الانفجار الإبداعي الأول، وحول حصة التعبير من الحديث عن وادي بانشير المبارك إلى الحديث عن وادي العقيق في المدينةالمنورة، ومن وصف شجرة عادية إلى وصف حياة درامية متكاملة؛ فأعاد بذلك رش الورد الذابل بالماء، وفتح العيون والنوافذ على ما لم يكن في مخيلة النمط، وفي العام 2013م يبدأ المعلم الناقد علي فايع الألمعي في صناعة الانفجار الثاني؛ ويحفز تلاميذه على التغريد في تويتر، ويبين لهم أن الجملة الكبيرة هي عبارة عن عملية تحنيط مملة قد تأخذ مساحة ثلاثة أسطر وربما أكثر دون فائدة، وأن الجملة الرشيقة مضغوطة جداً ومثرية، وفي ثلاث كلمات أو أربع قد تضيء مدينة كاملة. بدأت الفكرة بتجربة في حصة التعبير، وفي نهايتها -أي الحصة- كان هناك عشر تغريدات ذات أبعاد ومضامين مختلفة كتبها طلاب أول ثانوي؛ ثم تحولت الفكرة إلى مشروع يشمل كل طلاب المدرسة مع تقديم ثلاث جوائز للفائزين أسبوعياً. المعلمون أيضاً أبدوا رغبتهم في مشاركة الطلاب بالتغريد كي يشجعوهم على الكتابة، وأخيراً أنشأ لهم الأستاذ حساباً على تويتر بعنوان: طلابنا يغردون. من آخر تغريداتهم: (في سوريا اختار الكبار القلق والعذاب ليعيش أطفالهم بحرية. خالد الزيادي الحياة قيمة كبيرة لا يدركها إلا عاشق. محمد هادي ابتسامة في وجه أخيك قد تغير حياته وحياتك. عبدالرحمن الزيادي الحياة أمل بالتفاؤل وبؤس بالتشاؤم. خالد يحيى).. ربما هذا هو الفارق الحقيقي بين المعلمين، وبين حصص التعبير المفتوحة، وتلك البائسة التي تتحدث باستمرار عن أسبوع المرور والشجرة!