تفننا على مدى أربعة عقود تقريباً في ترقيص الشارع السعودي بأسابيع الشجرة والمساجد والمرور – أسابيع خيقي بيق يارفيقي – ونجحنا شكلياً في نشر أخبار بدء الأسبوع إياه وننسى في اليوم التالي كل ما تمّ من شكليات تزول بزوال الأثر. بجرد منطقي ورقمي أستطيع القول إن أسبوع الشجرة وحده لو تم 10 % مما نسمع عنه من ضجيج لحولنا كل مساحات بلادنا إلى قطعة خضراء، تعلن كل منطقة عن زرع عشرين ألف شتلة وأحياناً نوسع الضحك على الدقون بأرقام كبيرة لا وجود لها على أرض الواقع، والمحصلة موت الشتلات قبل نشر خبر التدشين، قرأنا حجم العمل المبذول في أسبوع نظافة المساجد والمحصلة أكثر من أربعين ألف مسجد في السعودية دون إمام وبدون مؤذن ودون صيانة أو نظافة مكتفية الوزارة ببهرجة أسبوع النظافة وتسويق ذلك إعلامياً – كل نفس بما كسبت رهينة. السؤال متى ننتقل من مربع أسابيع الأضواء الوهمية والترقيص القديمة؟ وهل نستطيع استبدال هذه الأسابيع وهذه الفعاليات بنشاطات تقدم لنا ولو جزءاً بسيطاً من المصداقية؟ وهل تنتقل عجلة الترقيص إلى إنشاء أسابيع مختلفة شكلاً وموضوعاً؟ نستطيع إقامة أسبوع عن تسطيح وتصنيف قنواتنا الفضائية والأجمل عمل أسبوع عن مشاريعنا المتعثرة وسوف تفوز العاصمة الرياض بهذا الأسبوع قياساً بما أشاهده أنا وضيوف معرض الكتاب الدولي من حفريات وتحويلات مضى عليها سنوات ولا تزال صبّات التحويلات جاثمة مكانها!!