تكرار معارض الكتاب الدولية سنوياً يعني أنه يوجد لدينا احتمالان: فإما أنها فكرة استهلاكية تجارية تحيي لدينا حب النزهة والشراء لمجرد الاقتناء دون الاستفادة العلمية، وسوق اقتصادية قائمة وملتقى اجتماعي حيوي، وإما أنها موسم ثقافي متجدد يشجع على القراءة والاطلاع واتساع المدارك، وفرصة سانحة للارتقاء بثقافتنا الفكرية ونسيجنا العام. إن الانتفاع بما نقرأ ينتج المعرفة، وامتلاك المعرفة قوة، بل إننا تجاوزنا عصر المعرفة إلى عصر المعلومة، كذلك ما يصحب تلك المعارض من مناشط منبرية وندوات ثقافية وعلمية ولقاءات أدبية وأمسيات شعرية، من عقولٍ فكرية مختلفة ومتجددة. إن ما يعيشه العالم الآن من ثورة تكنولوجية يجب أن تعزز لدينا مرحلة علمية مزدهرة تتحلى بالنوعية والتعددية لكي نواكب المتقدمين، ونزيد من قيمتنا الحضارية، وما ازدياد الجامعات في المملكة إلا أنموذج فعّال لإرادة القيادة صوب التحديث والتطوير والتعليم والازدهار، في كافة مرافق الحياة شريطة أن يكون التقدم للنوع لا للكم. أخيراً: كي لا تصاب الثقافة بمقتل يجب أن ننتفع مما قرأنا ونستفيد مما رأينا وسمعنا، وما أخشاه أن تتصف معارض الكتاب لدينا بالصبغة الفكرية للمنظمين والقائمين عليها فقط، مع تحييد وإبعاد أصحاب الفكر المغاير من المفكرين والمثقفين والأدباء وطلبة العلم والعلماء. همسة: لماذا لا يوجد في الدول المتقدمة معارض للكتاب متكررة سنوياً؟