إن اختيار القائمين على معرض الرياض الدولي للكتاب 2013م فرنسا ضيفَ شرفٍ، يبرهن على الرؤية الاستقرائية المتكاملة من قبل المسؤولين للمشهد الثقافي في ذلك البلد وضرورة انتفاع رواد المعرض من هذه الثقافة الفرنسية التي باتت تضم عدداً كبيراً من المفكرين والأدباء الذين ساهموا في تطوير الحراك الأدبي في فرنسا من أمثال مؤلف رواية «مدام بوفاري» جوستاف فلوبير أو مؤلف رواية «أحدب نوتردام» فيكتور هوجو ومنهم من ساهم أيضا في الحراك الفكري في عصر التنوير من أبرزهم المفكر روسو والمفكر فولتير. ولا تقتصر هذه الثقافة على الأدب والفكر بل تشمل كثيراً من الفنون والموسيقى والمتاحف والمواقع الأثرية والسينما يساعدها في ذلك مفهوم الحرية الذي أسس لحرية التفكير والتعبير مع احترام الحقوق الطبيعية للإنسان حيث تطورت هذه الثقافة وأصبحت من أهم الثقافات في أوروبا منذ القرن الثامن عشر. إن مثل هذه الدول التي تجعل الثقافة أساساً لتفكيرها وتطوير منهجها، ستقدم من خلال هذا المعرض قيمة ثقافية كبيرة على اعتبار أنها تضم ذاكرة ثقافية بعيدة من خلال ريادتها في مجالات كثيرة علمية كانت أو تقنية أو فنية إضافة إلى مجالي الأدب والفكر، كما أننا نطمح بترك هامش كبير لحرية الكتاب الذي تقدمه مع استيعاب المحاضرات والندوات التي يتم عقدها عن هذه الدولة بما يؤسس للحوار والتبادل الثقافي الذي ينهض بالمفاهيم الفكرية والأدبية بين حضارتين عريقتين سيتضح صداها عبر مراحل قادمة.