كشف الكاتب فاضل العماني عن حجب نحو 20% من مقالاته خلال العشر سنوات الماضية، من قبل المشرفين على قسم المقالات في الصحف التي كتب فيها، موضحا «أستطيع كتابة ما أريد، وهم يستطيعون حجب ما يريدون». ووقع العماني، أول أمس، كتابه «حراس النوايا»، في ملتقى إبداع في محافظة القطيف، وسط حضور مثقفين وأصدقاء الكاتب. وصدر الكتاب عن دار الكفاح العربي، في 176 صفحة من القطع المتوسط، وحمل بين دفتيه مقالات مختارة مما نشر في السنوات الماضية في صحف سعودية، وذكر أن الرقيب في وزارة الثقافة والإعلام اعترض على نشر الكتاب إلا بعد تغيير كلمة فيه، وعلى الرغم من إطلاع العماني الرقيب على أن الكتاب عبارة عن مقالات نشرت في الصحف، ومن بينها الكلمة التي أراد حذفها، إلا أنه أصر على حذفها، موضحا أن «الرقيب اعترض على كلمة (السعودة المقيتة)، وبعد تغييرها إلى (السعودة الكريهة) وافق على إعطائنا فسحا بالطباعة»، مبينا أن ذلك غير مستغرب في «ظل منع كتب وزير الثقافة والإعلام من دخول المملكة». وأمضى العماني 25 عاما في كتابة المقالات في صحف سعودية، قضى منها 15 سنة كاتبا في قسم الرياضة، ثم انتقل إلى الكتابة في قسم الثقافة نحو عشر سنوات، وأمضى أربع سنوات منها في جريدة الحياة ومثلها في جريدة الوطن، وانضم قبل عامين إلى جريدة الرياض كاتبا فيها. وذكر أن كتابه «حراس النوايا» عبارة عن قراءة لواقع الصراع الفكري في المملكة، وعلاقتنا بالآخر، كما أن معظم الكتاب يعالج مشكلة الطائفية والتشدد الديني، مشيرا إلى إقامة حفل توقيع للكتاب في معرض الرياض الدولي للكتاب. وذكر في أمسية التوقيع، التي قدمها الفنان عاطف الغانم، أن الكاتب لا يضع الحلول إنما يشير إلى المشكلة، مضيفا أنه لم يواجه أي ضغوط أو توجيهات لكتابة معينة، المجتمع يواجه سلطة ضاغطة على المجتمع. ويرى أن علاقة الكاتب مع السلطة (دولة، مجتمع، رؤساء تحرير.. إلخ) إشكالية وأبوية تصدر من أعلى. ويرفض أن يملي المجتمع على الكاتب ما يكتبه، بل أن يترك له خيار الكتابة في أي موضوع وفي أي وقت يراه مناسبا، مضيفا «ليس بالضرورة أن يؤمن الكاتب بما يؤمن به المجتمع». وعلى رغم رؤيته أن الإعلام ليس نزيها أو حرا أو مستقلا، إلا أنه يرى الإعلام السعودي يتمتع بحرية ونزاهة!