طالبت النائبة عن القائمة العراقية، وصال سليم، وزارة الخارجية بموقف واضح مما وصفته بتجاوزات الجيش السوري على الشريط الحدودي بين العراق وسوريا، بعد اشتباكات مسلحة بين قوات الجيش السوري النظامي والجيش السوري الحر نهاية فبراير الماضي قرب بلدة اليعربية الحدودية، وشهدت المناطق الحدودية العراقية سقوط عدد من القذائف القادمة من الأراضي السورية، وقام العراق بإغلاق معبر ربيعة المقابل له بسبب الاشتباكات. وأشارت سليم في تصريح أمس، أن «الحكومة تكيل بمكيالين في هذه القضية، فهي تفرض حصاراً على بعض أجزاء الموصل لكنها تصمت على التجاوزات التي حصلت من قِبَل الجيش السوري على المناطق المحاذية لمنطقة ربيعة». مخاوف من سقوط الأسد وقالت مصادر إعلامية مطلعة في بغداد إن مخاوف المالكي من اندلاع حرب «طائفية» في العراق تندرج في سياق الخشية من حصول انقلاب على حكومته بالتزامن مع سقوط نظام الأسد، وأشارت إلى أنَّ «أوساطاً مقربة من التحالف الشيعي سرَّبت معلومات عن اجتماع سري عُقد في منتصف شهر فبراير المنصرم في منزل المالكي، واقتصر حضوره على عدد محدود من القيادات السياسية في التحالف، وعدد من القيادات العسكرية المقرَّبَة من المالكي لبحث التطورات السياسية في العراق». وأوضحت المصادر أنَّ «المالكي أشار إلى أنَّ ما يحدث في مناطق ومحافظات السُّنَّة حالياً هو تمهيدٌ لانقلاب يجري الإعداد له بسرية بالغة لتقويض الوضع السائد في العراق، وتدمير العملية السياسية وإسقاط حكومته، وأن الانقلابيين يتهيأون لتنفيذه في اليوم الذي يُعلَن فيه عن إسقاط الأسد في دمشق»، مبينة أنَّ »المالكي يرى ضرورة أن تقوم القوات العسكرية والأمنية بعملية استباقية واسعة تبدأ في الأنبار لإنهاء التظاهرات والاعتصامات واعتقال الناشطين والمسؤولين عنها كمرحلة أولى وإفشال خطط الانقلاب». مشاركة قوات المالكي وفي هذا السياق، استنكرت هيئة العلماء المسلمين في بيان مشاركة قوات وصفتها ب «حكومة الاحتلال الخامسة في العراق» قوات النظام السوري في قمع قوى المعارضة السورية عند معبر ربيعة على الحدود العراقية السورية. وأضاف البيان «أن الهيئة ترى أن هذا الاعتداء يدل بشكل سافر على تعاون هذه الحكومة مع النظام السوري في شتى المجالات السياسية والمالية والعسكرية، وهو ما يفند ادعاءات الحكومة الكاذبة بحيادها في النزاع الدائر في سوريا بين النظام السوري وقوى الثورة السورية، كما يدلل هذا الفعل على أن هذه الحكومة تريد تصدير مشاكلها إلى الخارج». وزارة الدفاع تنفي بدورها، نفت وزارة الدفاع العراقية تدخلها بما حدث من قتال في مخفر اليعربية على الحدود العراقية – السورية، داخل الأراضي السورية، وأكدت الوزارة أنه «نتيجة لقرب الحدود ونتيجة الاشتباكات المحتدمة بين الأطراف المتصارعة هناك، اخترقت العيارات النارية الحدود العراقية وأصابت أحد جنودنا». وكان ناشطون سوريون بثوا شريطاً على الإنترنت قالوا إنه يظهر شاحنات تنقل من العراق أسلحة ومعدات وجنوداً لنظام بشار الأسد، في 23 فبراير الماضي، بعد أن شهدت مناطق شمال شرقي سوريا، على الحدود مع العراق تطوراً بارزاً، فقد أعلن الجيش الحر سيطرته على معبر اليعربية الحدودي مع العراق، وعلى بلدة اليعربية أيضاً. رئيس وزراء مصر في بغداد ويبحث مع المالكي قضايا سياسية واقتصادية وفي سياق آخر، أكَّد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أنَّ الوضع الأمني في العراق ومقتل السفير المصري السابق في بغداد أثَّر على إقبال الشركات المصرية للعمل في البلد، وقال في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره المصري هشام قنديل وحضرته «الشرق» أمس، أنَّ «الجانبَ الاستثماريَّ بين العراق ومصر سيفعَّل بشكل كبير بعد هذه الزيارة». وأوضح المالكي «أنَّ ستين من رجال الأعمال المصريين والشركات المصرية سيلتقون بهيئة الاستثمار لبحث ما يمكن أن تنفذه الشركات المصرية من مشاريع في العراق». منوهاً إلى أن «تكون هناك ورشة عمل وفريق بين العراق ومصر لتحقيق الرؤية الوسطية حول ما يتعرض له المحيط العربي وخاصة في سوريا». من جهته، أعلن رئيس الوزراء المصري هشام قنديل عن «استعداد الشركات المصرية للاستثمار في العراق بقطاعات الماء والكهرباء والصرف الصحي والنقل والموانىء والإسكان وغيرها من القطاعات». مؤكداً على الاتفاق بين العراق ومصر على ضرورة تقديم الدعم الكامل لسوريا، وحل أزمتها سياسيًّا بعيداً عن التدخل الأجنبي، بالإضافة إلى عدم اللجوء إلى الحل العسكري.