تمضي عاملات في مجال النقش بالحناء في عسير قرابة 16ساعة يومياً من صلاة الظهر وحتى آذان الفجر من اليوم التالي من أجل تلقي طلبات العرايس والسيدات والأطفال لنقش الحناء، بخلاف عملهن في الإجازات الأسبوعية، وذلك حرصاً منهن على كسب الرزق وجني المال الوفير من خلال ممارسة هذه المهنة التي لا يتوقف الطلب عليها سواء في الأيام العادية أو في مواسم الأفراح والإجازات والأعياد. تقول الحناية خديجة: «تعود فترة الإجازات علينا بمردود مادي مرتفع جداً؛ لكثرة الطلب حيث نمضي الوقت بالتنقل من بيت لآخر من الظهر وحتى ساعات الفجر». وتضيف «تختلف أسعارنا وتتفاوت باختلاف النقوش وأنواعها، فالنقش الخفيف إلى المتوسط يكون من السبعين إلى المائة ريال لليد الواحدة، وكلما ازدادت النقوش يزداد السعر، أما للعروس فيتراوح من 500 إلى 700 ريال، والأطفال من 10 إلى 30 ريالاً»، مبينة أن أسعارهن تعتمد على مهارة الحناية، ومتابعتها للموضة في مجال النقش والرسومات الجديدة. ومن جانبها قالت أم خلود: «إن الحناء اقترنت بالجمال والزينة والفرح والأعياد». وتمثل رمزاً للفرح وتعبيراً للسرور والابتهاج، فقد كنا ولا نزال في الليلة التي تسبق زفاف الفتاة نخصصها للحناء، ونسميها بليلة الحناء كتعبير للفرحة والابتهاج، ولا نزال نتزين بها في ليالي العيد والمناسبات الاجتماعية المختلفة تعبيراً عن فرحتنا. وعن استعمالات الحناء إضافة للأفراح والمناسبات تقول أم عبدالله: «تستخدم للزينة وفي علاج الشعر وجماله فتعالج الشعر المتقصف والخشن وتكسبه نعومة وجمالاً وتستخدم لتغطية الشيب. كما أنها تستخدم أيضاً لعلاج بعض التقرحات الجلدية، حيث تُخضَّب بها اليدان والأرجل». وتقول الحناية أم عبد العزيز كانت الحناء في السابق، توضع في أيدي وأرجل العروس، لتنام بها حتى الصباح، بينما تضعه اليوم لتبدأ برنامج الاحتفال والرقص والتصوير، الذي يستمر حتى ساعات متأخرة من الليل، وهي لأجل هذا الاحتفال تضطر لشراء أو تأجير فستان الحنة، الذي ينافس سعره سعر فستان الخطوبة، فيبدأ سعره من 800 ريال، قد ترتفع حتى ألفي ريال أوثلاثة آلاف في حال تفصيله، فقد أصبح لثوب الحنة محلات خاصة، تستغل شغف العرائس بهذا الثوب، الذي تتنوع تصميماته مابين الخليجي والهندي والبنجابي الباكستاني. وعن أسعار الحناء توضح الحناية أم صالح أن أسعارها تتراوح مابين مائة ريال وحتى أربعمائة وخمسين ريالاً، وذلك حسب جودة الحناء والمساحة والنقوش وجودة الحناء، التي تتنوع هي الأخرى مابين هندي وإماراتي وبحريني. وعن تكاليف ليلة الحنة تبيّن أم فيصل التي انتهت من زواج ابنتها حديثاً، أن تكاليف هذه الليلة تصل إلى عشرة آلاف ريال، مابين ألف ريال لكوشة الحنة، ومثلها للديجيه، و2000 ريال إيجار الاستراحة، ومثلها للفستان، وثلاثة آلاف للضيافة، وألف للمصورة.