محمد بن إبراهيم فايع أصبحنا في كل عام في شوق مع اقتراب «معرض الرياض الدولي للكتاب «الذي يشرع أبوابه يوم ال 23 من الشهر الحالي لهذا العام؛ لأنه يُعد فرصة للمثقف والقارئ في بلدنا، أن يطّلع على حديث الكتب والمكتبات ودور النشر المحلية والعربية وحتى العالمية، حينما يتم عرض آلاف العناوين في وقت واحد، وفي موعد محدد وبطريقة مشّوقة، كما أن إقامته تشعر كل واحد منّا أحبّ الكتّاب، والتصق به كصديق يأنس به ومعه منذ بواكير عمره، أنه مازال يُحفتى به، وأنه الصديق الذي لا يمّل، وأن الكتاب سيظل محبباً للنفس مهما تنوعت اليوم وسائل الثقافة وطريقة الحصول عليها، ومهما قيل بأنه سيتوارى خلف مصادر المعرفة التقنية التي توفر المعرفة كالكتاب الإلكتروني، لأن للكتاب عطره ورونقه وطعمه ولذته التي لا يمكن للمصادر الأخرى مهما كانت أن تقدم نفس المتعة للقارئ كما يقدمها الكتاب، وأنا تحديدا اكتشفت من خلال زيارات سابقة في أعوام مضت لمعرض الرياض الدولي للكتاب، أن هناك إقبالاً من قبل الصغار والكبار على المعرض وشراء الكتب، ولمست رغبة في متابعة الفعاليات المصاحبة له من محاضرات وندوات، وما يعقبها من نقاشات، وشاهدت أسراً تتدفق على المعرض، وتتيح لأفرادها الاطلاع على المعرض وما احتواه، وشراء ما يناسبها من الكتب التي تنوعت في عناوينها، وكأنهم يدركون سر العبارة التي تقول «بيت بلا كتاب كجسد بلا روح» وكم كان جدنا أبو الطيب المتنبي موفقا ًحين قال قولاً سيبقى حاضراً في الذهن كلما جاء الحديث عن الكتاب والقراءة «أعز مكان في الدُنا سرج سابح.. وخير جليس في الزمان كتاب» فالكتاب له قيمة ومكانة كما قيل عنه «إن وعظ أسمع، وإن ألهى أمتع، وإن أبكى أدمع، وإن ضرب أوجع، يفيدك ولا يستفيد منك، ويزيدك ولا يستزيد منك» وهو كما قيل –أيضا- «المعلم الذي يعلم بلا عصا، ولا كلمات ولا غضب، وبلا خبز ولا ماء، إن دنوت منه لا تجده نائما، وإن قصدته لا يختبئ منك، وإن أخطأت لا يوبخك، وإن أظهرت جهلك لا يسخر منك». يبقى لي أن أقول إن فعاليات المعرض السابقة كانت تشهد ارتفاعا مبالغا فيه في أسعار الكتاب، وهذا من شأنه أن يحد من رغبة كثير من رواد المعرض من الحصول على كل ما يريدونه وبأسعار معقولة ومناسبة كون هذا أحد أهداف إقامة معارض الكتاب.