إبراهيم أحمد المسلم المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بكل تطوراتها وبهيكلها التنظيمي الكبير، دشن محافظها معالي الدكتور علي الغفيص مؤخرا نظام البصمة لحضور وانصراف منسوبي المؤسسة وإن كان النظام موجودا بالمؤسسة منذ عام 1429ه. نظام اعتماد البصمة أو التوقيع الإلكتروني للحضور والانصراف، الذي تقرر العمل به، يعنى أنه لابد من الحضور إلى مقر المؤسسة وكلياتها ووحداتها في السابعة والنصف صباحا والانصراف في الساعة الثالثة والنصف عصرا مما يحقق الانضباطية. على الرغم من هذه الجوانب الإيجابية لهذا النظام إلا أن الموظفين بالتدريب التقني والمهني والمدربين قد قابلوا ذلك الأمر بالاستهجان ونفروا منه، واشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي ورسائل الواتسآب وغيرها من المواقع الإلكترونية والمنتديات وعقدت الجلسات غير الرسمية بين المدربين ولم يرحبوا به، وبتحري الدقة في الأمر اتضح وعلى الرغم من جوانبه الإيجابية الكثيرة وجود بعض السلبيات، سأنقل لكم بعضا مما دار حول هذا الموضوع وصداه ، ومن تلك السلبيات باختصار، تقليص صلاحيات رؤساء الأقسام ومديري الإدارات من حيث التكليف بالعمل الميداني كالإشراف ومتابعة المتدربين في برنامج التدريب التعاوني وغيره، وأن النظام سيؤدي إلى انضباط صوري في الحضور والانصراف؛ فقد يكون الحضور بداية الدوام بعد الالتزام بأداء المهام الموكولة من خلال التنقل والانشغال بأمور خارج نطاق العمل لقتل الوقت، أو الخروج لقضاء مصالح خاصة ثم العودة في وقت الانصراف، والمخاطر والأضرار الصحية المترتبة من استعمال نظام البصمة، وأن هذا النظام لم يقر بوزارة التعليم العالي وكذلك في التربية والتعليم، حيث تم إلغاؤه بعد تطبيقه بناء على رغبة منسوبي وزارة التربية والتعليم وعدم جاهزية بيئة العمل التي تساعد على بقاء المدرب كل هذه المدة من حيث (البوفية والمكاتب والنظافة والتكييفات) والظروف الاجتماعية والأسرية للمدربين والتزامهم بإحضار أبنائهم من المدارس مما يضطر للذهاب والعودة، حيث إن البعض يسكنون خارج المحافظة، وعدم وجود ما يبرر بقاء المدرب كل هذه الساعات بعد الانتهاء من أداء الساعات التدريبية تسعى تعزيز الثقة في أعضاء هيئة التدريب كما هم في الجامعات والاهتمام بالإنتاجية بدلا من كم من الوقت بالوجود في الوحدة التدريبية ولتهتم الإدارة بالأهداف وهذا هو العلم الحديث للإدارة العامة وأيضا فيه إضاعة لوقت كثير بالنسبة للمدربين الذين يقومون بالبحوث والدراسات التي تطور العمل، فهناك كثير من المشكلات والأزمات التي ستواجههم من جراء تطبيق تلك النظام. وأيضا هناك تجارب جميلة نفذتها بعض الكليات والوحدات التدريبية التابعة للمؤسسة بهذا الخصوص لاقت صدى جيدا في المحافظة على الحضور دون بصمة ولاقت ترحيبا كبيرا وحققت الأهداف المنشودة يمكن الاستفادة منها. أخيرا تبقى تلك الملاحظات والاقتراحات مطروحة على طاولة زملائهم المسؤولين. لذا يجب الاستماع والانصات لجميع الآراء والاقتراحات حفاظا على مسيرة التدريب التقني والمهني وتجسيدا لروح العمل الجماعي في ظل المرونة في القرارات وشورى الرأي بين فريق العمل الواحد الذين يضمهم سقف عمل وهدف واحد ألا وهو خدمة الطالب المتدرب وتحقيق التنمية المنشودة في مجال التدريب التقني والمهني الذى يؤدي ذلك بالتأثير الإيجابي على المجتمع ككل.