وفيما خرجت تحذيرات أمنية للجنود الإسرائيليين بعدم إطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين خوفاً من اتساع ساحة المواجهات كشفت مؤسسات إسرائيلية معنية بحقوق الإنسان أن الجنود الإسرائيليين يستخدمون فعلاً أسلحة وذخائر محرمة دولياً. ففي تقرير أعده مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان «بتسيلم»، قال المركز إن الجنود يطلقون أثناء المواجهات الجارية الرصاص الحي المغلف بالمطاط «المطاطيّة»، من مسافة قصيرة باتجاه الأقسام العلوية من أجساد النشطاء الفلسطينيين، في ظروف لا تبرّر إطلاق الرصاص المُميت». وقال الناشط الشبابي بالضفة الغربية عبدالله أبو رحمة ل«الشرق»: الاحتلال يستخدم كل أسلحته لقتلنا، ويرشنا بغاز الفلفل، وعديد منا تعرض إلى إصابات خطرة في الجزء العلوي من الجسد والرأس، ولكن كل محاولات القمع لنا فشلت، وفي الجمعة القادمة ستشهد الضفة ثورة انتهى التحضير لها ضد إسرائيل». وأوضح أبو رحمة أن تحرك المتظاهرين سوف يتسع في كل مدن الضفة باتجاه انتفاضة لنصرة الأسرى وصولاً لتحريرهم، مبيناً أن الفلسطينيين يدركون أن المواجهات باتت الطريق الأمثل لانتزاع الحقوق، قائلاً «لقد أفرجت إسرائيل عن أموال الضرائب الفلسطينية المحتجزة لديها منذ شهور، بمجرد أن تظاهرنا ضدها، وإذا استمرت المواجهات ستكون لها نتائج جيدة، نحن نعمل جاهدين لتحقيق ذلك، والبداية ستكون غداً الجمعة من قريتي «نعلين» و«بلعين». وبيَّن أبو رحمة أن اعتقال ومحاكمة مُنظمي المظاهرات وتفريق بعضها بشكل عنيف، وطرد بعض الناشطين الأجانب المشاركين فيها إلى خارج البلاد، باتت سياسة مكشوفة للعالم، فيما غدت إسرائيل أكثر عنفاً في قمع المتظاهرين خلال المواجهات، معتبراً أن ملاحقة إسرائيل دولياً أصبحت ضرورة حتمية لمحاكمتها على الجرائم التي ترتكبها ضد الأسرى. ولفت أبو رحمة إلى أن مواجهة قنابل الغاز من فئة «40 ملم» التي تحتوي على مادة كيميائية تؤدّي إلى حرق شديد في العينيْن وجهاز التنفس أصبح أمراً اعتيادياً بالنسبة للمتظاهرين الفلسطينيين، الذين يدركون أن غضب الجنود الإسرائيليين سينفجر عاجلاً أو آجلاً لينطلق الرصاص الحي نحو المتظاهرين، وهو ما حذر أبو رحمة من تداعياته. وتستخدم قوات الاحتلال الإسرائيلي في القدسالشرقية، وفقاً لتقرير المنظمة الحقوقية الإسرائيلية القنبلة المنشطرة إلى ثلاث عبوّات فرعية، وتُطلق القنابل من عيار 40 ملم من عدة أنواع من الرّاجمات، بعضها يكون مُركّباً على السّلاح الشّخصيّ للجنود، ويمكن إطلاق قنبلة واحدة فقط في كلّ طلقة. كما تملك قوات الاحتلال جهازاً مركّباً على سيّارات الجيب يُمكّن من إطلاق صليات متتالية من القنابل من أجل نشر الغاز المسيل للدموع على مساحة واسعة. بالتزامن مع إطلاق – قنبلة صوتية – لزرع الهلع لتمكين قوات الاحتلال من السّيطرة على المتظاهرين. ومن جانبه، يرى الناشط في مجال حقوق الإنسان المحامي صلاح عبدالعاطي أن إسرائيل ترى نفسها فوق القانون، لذا تمعن في انتهاك قواعد القانون الدولي الإنساني وأحكام اتفاقية جينيف الرابعة لحماية المدنيين الواقعين تحت الاحتلال، مبيناً أن استخدامها أسلحة محرمة دولياً أمر طبيعي في ظل الصمت الدولي تجاهها. وذكر أن وثائق وصوراً وثقت خلال الصراع الفلسطيني الإسرائيلي تثبت أن إسرائيل استخدمت ولا تزال تستخدم أسلحة محرمة دولية في تصرف يرقى إلى جرائم حرب. وأشار إلى أنه من الضروري معاقبة إسرائيل دولياً، ووضع حد لاستخدامها السلاح ضد المتظاهرين بالضفة الغربية وقتل المدنيين ثم التحجج بعذر واحد دائماً، وهو أنهم كانوا يشكلون خطراً على أمن الجنود. فلسطيني يرفع شارة النصر وسط الغاز المسيل للدموع (خاص – الشرق) جندي إسرائيلي يطلق قنابل مسيلة للدموع جندي إسرائيلي يطلق قنابل مسيلة للدموع فلسطيني يواجه جنود الاحتلال شاب يرمي حجارة على برج مراقبة إسرائيلي