احتلفت قرية بلعين في الضفة الغربية امس بدخول انتفاضتها ضد جدار الفصل الإسرائيلي عامها السادس بمشاركة شعبية ورسمية واسعة. واصيب عدد من الناشطين خلال التظاهرة امس. وتنظم قرية بلعين (2000 نسمة) تظاهرة اسبوعية ضد الجدار ظهر كل يوم جمعة بمشاركة اهالي القرية وناشطي سلام اسرائيليين ومتضامنين غربيين. واستخدمت السلطات الإسرائيلية وسائل القمع المختلفة لوقف تظاهرات القرية التي امتدت الى القرى الأخرى التي يخترقها الجدار، لكنها فشلت في ذلك. ومن بين تلك الوسائل، إطلاق الرصاص الحي والمعدني والمطاط والقنابل المسيلة للدموع وغيرها من الأسلحة التي أدت الى استشهاد شاب وإصابة 1200 آخرين، والاعتقال الذي طاول 85 ناشطاً، بينهم تسعة ما زالوا رهن الاعتقال، احدهم هو رئيس اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار عبدالله ابو رحمة. وتستخدم القرية كل اسبوع شكلاً للاحتجاج يختلف عن الشكل السابق. فالمسيرة الأولى اقتصرت على النساء، وهدفت الى توجيه رسالة للجنود الإسرائيليين المدججين بالسلاح مفادها أننا قادمون للاحتجاج وليس القتال. أما المسيرة الثانية، فاقتصرت على الأطفال. وعندما بدأت قوات الاحتلال بجرف أشجار الزيتون واقتلاعها، لجأ أهالي القرية إلى وسيلة تعبر عن مدى تمسكهم بزيتونهم الذي يزيد عمر البعض منه على مئة عام، وهو ربط أنفسهم بالأشجار المعرضة للاقتلاع. وفي المسيرة التالية، قيد الأهالي والمتظاهرون الأجانب والإسرائيليون أنفسهم في براميل تغلق من الداخل ولا تظهر سوى رأس المعتصم، وربطت بأشجار الزيتون. وفي مسيرة الأسبوع الماضي، استخدم المتظاهرون زي سكان كوكب وهمي في فيلم «أفاتار» الخيالي للإشارة الى عدالة نضالهم ضد الاحتلال، كما سكان الكوكب في الفيلم المذكور. ويوم امس، استخدم متظاهرون اسرائيليون يمثلون دور البهلوانات زي جنود الجيش الإسرائيلي للسخرية من هؤلاء الجنود وممارساتهم التي لا توقف نضال القرية. وشارك رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض وعدد من قادة الفصائل في الاحتفالات التي أقامتها القرية امس لهذه المناسبة. وقال في كلمة ألقاها في المهرجان ان السلطة الفلسطينية تدعم النضال الشعبي السلمي ضد الاستيطان، وانها ستواصل بناء مؤسسات الدولة المستقلة في كل ربوع الوطن. وأضاف ان حكومته لا تعترف بالتصنيفات الإسرائيلية للأراضي الفلسطينية، وتعتبر كل الأراضي الفلسطينية مسرحاً لعملياتها الرامية الى بناء مؤسسات الدولة المستقلة. وانطلقت عقب المهرجان مشيرة جماهيرية الى الجدار شارك فيها مئات المواطنين يتقدمهم قادة الفصائل والقوى السياسية المختلفة، كما شارك فيها عدد من ناشطي السلام الإسرائيليين والمتضامنن الأجانب. وتصدت قوات الاحتلال للمسيرة مطلقة الأعيرة المطاط والنقابل المسيلة للدموع.