استبشر أهالي المدينةالمنورة خيراً بالمدينة الطبية، حين أمر بإنشائها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز عام 2008م، أثناء زيارته للمنطقة. وقد تضمن المشروع الكبير عدداً من المنشآت الصحية أهمها: المستشفى التخصصي، مستشفى النساء والولادة، مستشفى الصحة النفسية والإدمان، والكلية الصحية. غير أن التشغيل الفعلي لم يتم في المدينة حتى الآن، باستثناء مستشفى النساء والولادة، فيما ظلت المستشفيات الأخرى، وأهمها المستشفى التخصصي، حلماً ينتظره أهالي طيبة ليكفيهم عناء التنقل بين مستشفيات المناطق المجاورة، وتأخر المواعيد لشهور طويلة بسبب الازدحام، لا سيما في تخصصي الرياضوجدة. بين المدينةوالرياض بدورها، أجرت “الشرق” استطلاعاً لرصد آراء ومعاناة الأهالي في المدينةالمنورة بشأن تأخر تنفيذ المشروع، حيث تطرق المواطن فهد الزهراني خلال حديثه إلى صعوبة التنقل بين مدن المملكة، وذلك حين تقرر تحويله من مستشفى الملك فهد في المدينةالمنورة إلى المستشفى التخصصي في الرياض، مضيفاً: “بعد أن قرر الأطباء إجراء عملية لي لزراعة الكبد، جرى تحويلي إلى الرياض نظراً لعدم توفر مركز لزراعة الكبد في المدينةالمنورة، وعانيت من صعوبة البعد عن عائلتي والبقاء في الرياض لفترة طويلة، فيما اضطر إخوتي للقدوم إلى الرياض إلى جانبي لمتابعة عمل التحاليل والفحوصات اللازمة، وكذلك البحث عن متبرعين لي”. حاجة ماسّة من جهته، أشار المواطن تركي الأنصاري إلى أن أهالي المدينةالمنورة بحاجة ماسة لسرعة إنشاء مثل هذا المستشفى، خصوصاً مع الضغط الكبير الذي تعانيه مستشفى الرياضوجدة، مما يؤدي إلى تأخر حصول المريض على المواعيد لفترات قد تمتد لأشهر متباعدة، منوهاً إلى أنه يصعب على بعض المرضى الحصول على حجوزات، مؤكدة للطيران للتنقل بين المدن، مما يجبر المريض إلى التنقل براً، لافتاً إلى عجز البعض عن السفر وتأخير المواعيد حتى أشهر إضافية أخرى. وفي السياق ذاته، أوضحت المواطنة سهى النجار معاناتها وزوجها في مراجعة الطبيب في تخصصي الرياض، وقالت “أراجع في مستشفى التخصصي في الرياض منذ عشر سنوات بمعدل مرتين سنوياً في مركز الصدر، وزوجي منذ سبع سنوات في مركز الكلى بمعدل ثلاث مرات سنوياً، ونحن ننتظر بفارغ الصبر افتتاح المستشفى هنا ليتم تحويلنا إليه”، مبينة أنهما يضطران للذهاب والعودة في نفس اليوم، بسبب بقاء أطفالهما مع الخادمة في المنزل. مشروع ضخم لكن مدير عام الشؤون الصحية في المدينةالمنورة الدكتور عبدالله الطائفي له رأي آخر حين استوضحته “الشرق”. الدكتور الطائفي وصف المشروع ب”الضخم”، وشدد على أن المشروع بحاجة للعمل الدقيق، حتى تكتمل مراحله وفق الأسس التي يطمح الجميع للوصول إليها، مشيراً إلى أن مساحة المستشفى تبلغ 185 ألف متر مربع، وأن سعته تستوعب خمسمائة سرير، بتكلفة إجمالية تقدر ب 342 مليون ريال، وتم الاتفاق على تنفيذه مع الشركة المتعاقدة في مدة أقصاها ثلاثون شهراً من تاريخ الاستلام، الذي كان في بداية عام 2008م. وأرجع الطائفي التأخر في تنفيذ المشروع إلى بعض المشكلات التي واجهت الشركة، مؤكداً في الوقت نفسه على أنه تم العمل على تذليل جميع الإجراءات اللازمة لاستكمال المستشفى وتدشينه “في أقرب وقت”، بدعم وإشراف ومتابعة وزير الصحة رئيس المؤسسة العامة لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث الدكتور عبدالله الربيعة. إنجاز وأخطاء من جانبه، تحدث مدير شركة المقاولات المنفذة لمشروع المدينة الطبية في المدينةالمنورة أنه تم إنجاز 80% من المستشفى التخصصي حتى الآن، مضيفاً أن التأخير “كان بسبب بعض الأخطاء التي حصلت أثناء تنفيذ المشروع في التصميمات، وعدم استلام المخصصات المالية في وقتها المتفق عليه، وأمور أخرى عرقلت الجدول الزمني للمشروع”. يذكر أن الوقت المقرر لإنجاز المشروع يفترض أن يكون بنهاية العام المنصرم، وذلك منذ أن تسلمته الشركة بداية العام 2008 لإنجازه في مدة لا تتجاوز ثلاثين شهراً.