لن أراهن على ولاء ومواطنة المعتقلين المتوقع عودتهم من السجون العراقية، ولا أطالب بأكثر من التغذية الاسترجاعية لكل النماذج التي ذهبت لأفغانستان والشيشان وغيرها بدعم لوجستي من أبطال مسرحية «الصحوة»، والكل يتذكر جيدا ما عادوا به من فكر متشدد تحول إلى عقوق وجحود للوالدين وللوطن الذي ترعرعوا فيه ولحم أكتافهم من خيراته، بل تحولوا إلى سكاكين غادرة في جسد أطهر بقاع الدنيا. أعرف أن بعض العائدين لا ينطبق عليهم كلامي وهم ضحايا ظروف دفعتهم للمناطق المحظورة وسيعودون سالمين غانمين لتراب أرضهم إن شاء الله معززين مكرمين بعد تجربة صعبة للغاية كانت قلوبنا معهم بالدعاء بظهر الغيب وحكومتنا معهم بالمحامين والمال والسياسة الحكيمة. الذي أعنيه هو من سعى لفكر الجهاد دون إذن من ولي الأمر، الذين تحولوا إلى وضع وكأنهم «خرفان» يبيعونهم على الحدود السورية العراقية بأسعار زهيدة وتحولوا فيما بعد إلى قضية وطن، البعض اتجه للمشانق في محاكمات غير عادلة، والبعض نفذ بجلده وسيعود بعد جهود سعودية مضنية. كيف سيكون ولاء العائدين؟ التجارب السابقة تشير إلى استمرارهم في غيهم وعنجهيتهم ويتلذذون بعقوق الوالدين والجحود للوطن، ومع هذا نقول تفاءلوا بالخير، فلعل التجربة التي مروا بها في السجون العراقية تخرجهم من ظلال الوهم وتعيدهم إلى الرشد والتفكير في حياة وسطية كما هو منهج ديننا الإسلامي الحنيف، حفظ الله وطننا من كل مكروه.