الفساد لغة بمعنى فسد ضد صَلُحَ ، والتعريف العام لمفهوم الفساد بأنه : اللهو واللعب وأخذ المال ظلماً من دون وجه حق، وهو ضد الجد القائم على فعل الائتمان على ما هو تحت اليد (القدرة والتصرف) ويعرَف معجم أوكسفورد الإنكليزي الفساد بأنه انحراف أو تدمير النزاهة في أداء الوظائف العامة من خلال الرشوة والمحاباة وأهم أنواعه ( الفساد السياسي ) المعروف بأنه : إساءة استخدام السلطة لأهداف غير مشروعة كالرشوة , والابتزاز , والمحسوبية , والاختلاس كل هذا من ويكيبيديا الموسوعة الحرة , وما جعلني ابحث في الموسوعة عن معنى الفساد هو كثرة ترديد هذه الكلمة فلا يكاد يمر اليوم إلا واسمعها أكثر من مرة من المسئولين ! من المقاولين ! من العمال ! من المواطنين ! فأضحت من الكلمات الجميلة التي تستسيغها الأذن! وتطرب بسماعها !حتى ظننت أن هذه الكلمة هي أساس العمل, ومن أهم الشروط الواجب توفرها فيه, فان كان المقاول نزيها فيجب استبعاده لان النزاهة تعطل العمل ,ومن زود الاهتمام بها أنشئنا لها هيئه خاصة بها هذا من باب السخرية لأنني أتعجب من انتشار هذا الداء الخطير الذي أصبح يشكل هما وهاجسا للمواطنين الباحثين عن التطور والنماء والازدهار لبلدهم وللأسف الشديد أن انتشاره في أطهر الأراضي أرض الحرمين وأن من سلط سهام هذا الداء لهذه الأرض هم بعض الأبناء أصحاب العقوق ,أصحاب الضمائر التائهة في الحيرة والظلال, أصحاب الضمائر التي رتلت عليها سورة الفاتحة, والأدهى والأمر أن هذه الأرض هي التي احتضنتهم,وترعرعوا في أحضانها ,ولعبوا على ثراها في صغرهم, وبعدما كبروا صبرت عليهم في أوقاتهم العصيبة, ولم تطالبهم بأشياء فوق طاقاتهم ,وبعد أن رزقهم الله الأموال والخيرات تنكروا لها ,فلم يقدموا لها شيئا ,بل دمروا ما بقي منها, غيروا ملامحها الجميلة ,أجهزوا عليها, فأي جحود اكبر من هذا !وأي نكران أدمى من هذا ! ألا تخافون من سخط ربكم ! ألا تخافون عذابه في الدنيا ! ألا تخافون الندم في الأخرى ! أفيقوا من غيكم وضلالتكم ! أفيقوا من جحودكم ونكرانكم ! فما زال في العمر بقية ,ادفنوا الماضي السحيق , وتعاونوا في مستقبل أرضكم , واجعلوها من أجمل الأراضي والبلدان, ليفخر أبنائكم بالمستقبل فيدعون لكم, ولا يدعون عليكم