اضطر عدد كبير من المشاغل النسائية في المنطقة الشرقية إلى إغلاق أبوابه، في حين يهدد المصير نفسه عددا آخر خلال العام الحالي، بعد تزايد الضغوط المحيطة بأكبر قطاع استثماري نسائي، لعل أبرزها عدم توافر العمالة اللازمة، وقرار وزارة العمل الأخير القاضي برفع قيمة تكلفة العامل الوافد إلى 2400 ريال، وتزايد المحلات غير المرخصة، ما دفع بعدد من المستثمرات لتحويل استثماراتهن إلى دول خليجية مجاورة كدبي والبحرين. نوهت المستثمرة في قطاع المشاغل النسائية وخبيرة التجميل شيرين أحمد الحميدي إلى أن « لكل من الموظفات الأجنبيات والسعوديات مميزات في عمل المشاغل النسائية». وقالت: «الزبونات يفضلن السعوديات لوضع المكياج، نظرا لخبرتهن في المكياج الخليجي، غير إن كثيرات منهن يفتقرن للاستمرارية في العمل بخلاف الأجنبية، التي تستقدم لهذا الغرض تحديدا، فتؤدي كثيرا من المهام الوظيفية براتب أقل من راتب الموظفة السعودية». وأضافت «راتب خبيرة التجميل المغربية يصل إلى 7000 ريال، بينما راتب السعودية يتراوح بين 1500 إلى 3000 ريال»، لافتة الى صعوبات تواجه المشاغل، مثل استقدام العمالة، قائلة: «الموظفات السعوديات يرفضن القيام ببعض مهام الصالون، كتزيين الأظافر لليدين والقدمين». وأكدت أن من تفتتح مشغلا عليها ألا تتوقع النجاح منذ اليوم الأول بل تختار موقعا جيدا لافتتاح المشغل، وسترى التزايد التدريجي في عدد الزبائن». غرفة الشرقية: 400 مشغل غير مرخَّص تربك القطاع شعاع الدحيلان أوضحت رئيسة لجنة المشاغل النسائية في غرفة الشرقية شعاع الدحيلان أن «عدد المشاغل بلغ أربعة آلاف مشغل، وأنه أكبر قطاع استثماري نسائي. وقالت: «حجم الاستثمار في هذا القطاع يقدر بملايين الريالات حيث تصل تكلفة إنشاء مشغل راق إلى 6 ملايين ريال، علما بأن عددا لا يستهان به أغلق في الفترة الأخيرة لتزايد الضغوط عليهم، في حين حول عدد من المستثمرات نشاطهن لدول خليجية تتوفير فيها تسهيلات أكبر كدبي والبحرين»، منوهة إلى أن «المشاغل غير المرخصة أصبحت ظاهرة، وبحسب آخر إحصائية يوجد 400 مشغل غير مرخص، وفيما يتعلق بالصعوبات التي تواجة عمل المشاغل تذكر الدحيلان «نقص الكوادر البشرية تعد العائق الأبرز، حيث لا تتوافر طواقم عمل وطنية، لعدم وجود تدريب أو تخصص في مهنة التجميل، فيتم توظيف السعوديات كإداريات، ومع ذلك نواجه مشكلة أهمية توظيفهن كمصففات شعر وكوافيرات، وهذا ما لا يمكن أن يتوفر إلا في ما ندر». وتتابع «في حال توفر كوادر سعودية، لا تستمر إلا شهور بسيطة، وتتجه للعمل من خلال مشغل خاص، فيتحول كل زبائنها في المشغل لزبائن خاصين، ما يشكل ضررا فادحا لصاحبة المشغل، وتكون أسعارهن زهيدة لأنهن يعملن من المنزل، وهو أحد أسباب تخوف صاحبات المشاغل من توظيف السعوديات. في حين أنها تشكل خطرا صحيا حقيقا وقد تسبب نقل الأمراض من منزل لآخر لأنه لا توجد رقابة صحية عليها من «صحة البيئة» في البلدية» و تضيف الدحيلان للصعوبات ما يتعلق بفرض رسوم العمالة حيث يفرض على المشاغل الرسوم التي صدرت أخيرا 2400 ريال، علما أنه لا يوجد بديل عن تلك العمالة، ومن الصعوبات التي تواجه صاحبات المشاغل عدم وجود تدريب كاف لعدم توفر أكاديميات متخصصات في مجال التجميل، إذ يوجد نقص في مصففات الشعر، وهذا السبب كان وراء إغلاق عديد من المشاغل، حيث لا تغطي الأرباح المصاريف.