اختلف الأمر في منطقة نجران، التي انتهت فيها أزمة الدقيق، بعد نقص شديد، اجتاح مخابزها الآلية واليدوية في الفترة الأخيرة، حيث بدأت الأزمة خلال ثلاثة أشهر، لم يكن فيها توزيع مناسب لمخابز المحافظة ومناطقها، ما أجبر المخابز على العزوف عن بيع الخبز والاتجاه لصناعة الحلويات والفطائر وأنواع الخبز الأخرى. وانتهت الأزمة بزيادة حصة المنطقة من المؤسسة العامة لصوامع الغلال ومطاحن الدقيق. وفي شمال نجران (180 كم)، تعاني بعض المخابز اليدوية من تأخر الموزعين في تأمين الكميات المناسبة للمخابز، رغم أعدادها القليلة في المحافظة. وأكد أصحاب المخابز أن الكميات تختلف شهرياً دون وضوح آلية محددة تناسب الإقبال الكبير من المستهلك لشراء الخبز، متمنين سد النقص الكبير لأهمية الدقيق، خصوصاً في المناسبات الاجتماعية، وأيام الدراسة التي تحتاج لوفرة المنتج. ويقول المواطن ناصر بن حسين: إن مخابز المنطقة الآلية واليدوية بدأت تسترد عافيتها بوفرة الدقيق الأصلي الذي غاب طويلاً عن الأسواق المحلية، ما أدى إلى استخدام أنواع أخرى من الدقيق، لم تكن ذات قبول لدى المستهلك، موضحاً أن أغلب المخابز يوجد بها فروع لصناعة الحلويات والمعجنات وأنواع الخبز الأخرى «الصامولي، والشابورة»، وهذا يحتاج لوفرة منتج الدقيق بأنواعه؛ لسهولة تقديم جميع الأصناف للمستهلك، مؤكداً أن المخابز الأتوماتيكية أحجمت في ظل أزمة الدقيق عن التقليل من أصناف المعجنات، واكتفت بتوفير الخبز لأنه يعد في قائمة الأولوية للمستهلك. يوضح المستهلك حسين السلوم أن محافظة حبونا (180 كم) تعاني من قلة توزيع الدقيق، إضافةً إلى المحافظات الشمالية الأخرى» ثار، بدر الجنوب، يدمة « بسبب اقتصار توزيع التجار على منطقة نجران، مطالباً بوضع آلية لتوزيع الدقيق؛ ليتم تلافي أي عجز، قد يحصل في المخابز بشكلِ عام، مؤكداً أن المناسبات الاجتماعية وأيام الدراسة تظهر فيهما الأزمة بين حينِ وآخر، مطالباً بإسناد التوزيع إلى شركة موحدة، ومحاولة استبعاد حصول أسواق سوداء ومضاربات على حساب المستهلك. من جهته، أوضح مصدر في فرع وزارة التجارة في نجران ل»الشرق» أن الفرع يقوم بمراقبة توزيع الدقيق على جميع أصحاب المخابز وتوزيع نصابها المناسب، نافياً وجود أزمة دقيق في المحافظات الشمالية حسب التقارير الأخيرة. إلى ذلك أوضح مصدر من المؤسسة العامة لصوامع الغلال ومطاحن الدقيق ل»الشرق» عدم وجود نقص في كميات الدقيق بمنطقة نجران حالياً، مؤكداً أن الصوامع تحوي أنواع الدقيق التي يرغبها المستهلك من جودة، مؤكداً أن الأزمة انتهت في وقتِ سابق ولا وجود لها نهائياً».