تسبب نقص الخبز في المحلات التجارية في الخبر، إلى نشوب أزمة بين المحلات التجارية، ومصانع الغلال والمخابز الاتوماتيكية. وتعيش المنطقة الشرقية حاليا، أزمة غذائية كبيرة تمثلت في قلة توفر الدقيق، الذي أصبح شحيحاً في السوق في الفترة الأخيرة، بسبب تعطل بعض مطاحن مؤسسة الصوامع. وأضطر بعض ملاك المخابز لإغلاق أبوابه، بعد انخفاض الإنتاج اليومية للرغيف وارتفاع السعر، ومازال أصحاب المحلات التجارية ومحلات بيع الجملة، يشكون من نقص واضح في الحصص الموزعة عليهم، لعدم وصول الطلبات كاملة من الصوامع والغلال، إضافة إلى أن المنطقة تشهد نقصاً حاداً في الدقيق الفاخر الذي لم يعد متوفراص منذ نحو شهر. من جهتهم ارجع مديرو الصوامع السبب لسوء استخدام الدقيق، بسبب استخدامه علفا للماشية، وهم من يقفون وراء المشكلة او تسريبه للدول المجاورة. من جهته أفتى الدكتور سعود الفنيسان عميد كلية الشريعة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، بتحريم تسريب الدقيق إلى أصحاب الماشية لاستخدامه علفاً حيوانياً. ويأتي ذلك وقت إعلان الدكتور فهد بالغنيم وزير الزراعة رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة لصوامع الغلال ومطاحن الدقيق عن اتخاذ خطوات لمواجهة الأزمة الحالية. وقال الوزير في بيان رسمي: سيتم بدء إنتاج مشاريع الصوامع والمطاحن الجديدة خلال الأشهر المقبلة. من جهته يرى حسن سعيد صاحب محل تجاري أن الخبز لم يعد متوفراً مما أوقعهم في حرج مع الزبائن وبالتالي اجروا اتصالات مع المخابز التي يستوردون منها وأفادوا أن الكمية التي يحصلون عليها قليلة جداً ولاتكفي وان الدقيق غير متوفر مع الزيادة في السعر فكيس الطحين الفاخر السعودي ال 45كغم كان ب 24ريالا وصل الآن إلى نحو 80ريالا بحسب تأكيده. في حين يرى أن البديل سيكون الطحين الكويتي وسعر الكيلو لايتجاوز ال 3ريالات وأصبح ب 4.50ريالات للكيلو. احمد الهاشم علق بقوله: أهم سلعتين لدى المواطنين الأرز والدقيق وتعرضت للنقص او الغلا، وهذه المشكلة مطروحة على مستوى الخليج لان أسواق الخليج تتأثر بما يحدث في السوق السعودي لأنه الأكبر والاشمل فالأزمة تعدت إلى دول الخليج خاصة الكويت والإمارات وأصبحت الأسعار أعلى بكثير. ويؤكد علي الزاهر مالك محلات البيع بالجملة بأنه يستقبل الدقيق من الموردين ويتحمل جزءاً كبيراً من المشكلة لأنه لايستطيع تغطية كل محلات البيع بالجملة بالدقيق السعودي الفاخر لوجود إشكالية مع المؤسسة العامة للصوامع والغلال. وحول ارتفاع سعر الدقيق الإماراتي والكويتي أوضح: سعره كان يتراوح من 25ريالاً للعشرة كغم وارتفع إلى 36كغم خلال أقل من شهر. ويؤكد كلامه محمد عبدالفتاح الذي يتعامل مع عدة مطاعم ويقول: أغلب المطاعم الخاصة بالمعجنات أغلقت أبوابها لقلة الطحين السعودي مما جعلنا نوفر طحيناً بديلاً "الطحين الكويتي "و"طحين الخير" للمطاعم التي نتعامل معها وهي اقل ربحاً اقتصادياً بالنسبة للمطاعم مرجعا السبب إلى أن الطحين السعودي الفاخر ال 45كغم يباع ب 25ريالاً والطحين البديل ال 10كغم يباع ب 36ريالا وهذا سبب خسائر بالنسبة لهم. الشاب متعب القحطاني يشير إلى أن الشباب العزاب يبحثون عن الأرز ولم يستطيعوا شراءه وبحثوا عن الخبز فلم يجدوه والآن يستخدمون أنواع البسكويت او بعض المعجنات الجاهزة المتوفرة . مطالبا بالإسراع في حل هذه الأزمة قبل أن تتفاقم. أما محمد كحيل صاحب محل للمعجنات في الظهران أكد أن النقص الكبير في الدقيق يجعل عملية الحصول على الكمية المطلوبة صعبة للغاية لان تأمين الاحتياجات اليومية والبالغة نحو خمسة أكياس تتطلب جهودا كبيرة منذ الصباح الباكر الأمر الذي يدفعنا للاستعانة بعدد من الموظفين للبحث في المتاجر المنتشرة في المنطقة الشرقية خاصة أن المتاجر أصبحت تحرص كثيرا على الاحتفاظ بالكميات القليلة الموجودة لديها بحيث لا تقوم بإعطاء الزبون أكثر من كيس واحد وبالتالي فإن الحصول على خمسة أكياس يتطلب انتشار نحو ثلاثة موظفين بشكل يومي، وأصحاب المطاعم يضطرون إلى بيع المشويات وأصناف أخرى من المأكولات بدون خبز بعد أن ينفد خلال وقت قصير مما يضطر المطاعم إلى إغلاق أبوابها مبكرا أو الاقتصار على بيع أصناف لا تعتمد على الخبز في بيعها. واستغرب كحيل أن تتفاقم هذه الأزمة في سلعة أساسية للمواطن وان الدقيق في المملكة يعتبر الأرخص على مستوى العالم إضافة إلى أن المملكة تصدر بكميات كبيرة وان جميع المساعدات التي ترسلها المملكة للدول التي تتعرض لكوارث تحتوي على الدقيق السعودي الفاخر الأجود على مستوى العالم، مطالبا بأن يكون التوزيع بقدر متوازن مع المطاعم ومع محلات بيع الجملة والمحلات التجارية وان أزمة الدقيق ما تزال مستمرة في جميع المتاجر المنتشرة في المنطقة. وفي ختام جولة "الرياض" طالب مواطنون ومقيمون بتشديد الرقابة و الاستمرار في عملية الضغط على تلك المخابز بتوفير الخبز للمواطنين بنفس السعر السابق مؤكدين أن الأزمة دخلت مراحل صعبة ومعقدة وإذا لم تحل خلال الأيام القليلة المقبلة ستتسبب في خسائر مادية كبيرة بسبب إغلاق المخابز، إضافة إلى ارتفاع الأسعار المتوقع إذا استمر الوضع وبالتالي يحدث الضرر الأكبر للأهالي متمنين أن يكون هناك بوادر لحل أزمة الدقيق في الأيام المقبلة.