بات الإنترنت جزءاً مهماً وفعالاً في حياتنا نعتمد عليه للتسلية والتواصل مع الأقرباء والمعارف، وللتعلم والاطلاع، والمشاركة في شبكات التواصل الاجتماعي؛ وقد غير في حياتنا كثيراً فسهّل وعجّل لنا مهمات كانت صعبة تستنفد أوقاتنا وطاقتنا من قبل وباتت لا تتطلب إلا ضغطات على أزرار. تحديات الإنترنت وقد برزت تحديات جديدة في الوفرة المعلوماتية والتجارية التي هيأها ويسرها لنا الإنترنت والإعلام الحديث بمساواة مستخدميه في إصدار المعلومة، وهو أمر إن حُمِد لتوسيع نطاق العطاء، ذُم لخلطه العام بالخاص ما جعل تمييز الأنسب والأفضل صعباً. ويمتد هذا التحدي لمجال الصحة، فصار شراء الأدوية عن طريق الشبكة العنكبوتية هوس البعض، وإن لم يكن ذلك، فالبحث في مختلف المواقع والمنتديات الافتراضية عن وصفات علاجية دوائية أو عشبية صار خيار الكثيرين. وصفات رقمية ولهذا السلوك دوافع كثيرة، فزيادة الوعي والاطلاع لدى الأفراد تفوق اطلاع بعض المختصين الذين يعتمدون كلياً على الكتب دون الالتفات لواقع متطلبات الحياة ما يتطلب منهم فهماً أعمق للفرد وتفكيره المستقى من بيئته المحيطة ومجتمعه. هذا بالإضافة إلى نقص الكفاءة التي تضع المريض أولاً، إذ يهتم كثير من المختصين ببيع المنتجات لزيادة ربح المنشأة التي يتبعونها، ما يخلّف انعدام الثقة ويشوه تواصل الفرد مع المختص. الحالة الاجتماعية، والاقتصادية، وغياب البديل تدفع للإنترنت كما أن واقع الحياة الاجتماعي يجعل هذا الخيار أفضل من غيره للبعض، فالنساء المقيدات في حركتهن يجبرن على السعي وراء ما يسهل لهن الوصول إليه من منتجات، وكذلك البطالة وتدني المستوى الاقتصادي اللذان يكمنان وراء البحث عن الأسعار الأنسب. ولا يغيب عن الذهن الضغوط التي يمارسها المجتمع على أبنائه وبناته ليظهروا بمظهر معين، فالنحافة مطلوبة دائماً بين الفتيات، كما الحمل موضوع حديث المتزوجات، وللشباب العضلات، وللكبار المقوّيات. ويسهم غياب البديل في الأسواق المحلية المكافئ للسعر والجودة وقلة الخيارات للانجذاب وراء الدعايات دون استيعاب أهدافها التي قلما تخلو من غش تجاري مستغلة بساطة تفكير المستهلك وقلة حيلته أمام سيول الترويج للمنتجات المختلفة. مخاطر الوصفات وتتعدد مخاطر منتجات المواقع الافتراضية من حيث سلامة هوية الشخص ومعلوماته الشخصية، وقابلية هذه الأدوية أو الوصفات للاستعمال من قبل الشخص نفسه، وصلاح مصدرها. فالاعتماد على المواقع غير المرخصة يهدد سلامة التشخيص الذي يبنى عليه اختيار الدواء وسلامة هوية الشخص من معلومات شخصية وبنكية، إذ يعمل كثير من المواقع على بيع معلومات الأشخاص لجهات تستفيد منها بطرق عدة تضر الشخص في كثير من الأحيان. لا ضمانات في أدوية الإنترنت أما بالنسبة لسلامة الأدوية، فتتعدد الاحتمالات؛ إذ تكون الأدوية في أحيان كثير كاذبة، إما قوية جداً فتهدد صحة الفرد، أو ضعيفة جداً فلا تعطي النتيجة المرجوة. كما قد تحتوي على منتجات خطيرة، أو تكون مدة صلاحيتها منتهية، أو لا تكون مرخصة بل حتى ممنوعة من قبل الجهات الرسمية؛ إذ هي مصنعة في ظروف غير مناسبة للمقاييس المطلوبة للسلامة، أو خطرة على الاستخدام البشري، أو خطرة عند استخدامها مع غيرها من الأدوية. وقد يكون تعليبها، تصنيفها، أو حتى توصيلها ضمن ظروف لا تناسب مكونات الأدوية فتغيرها. حلول المشكلة ويكمن الحل في استشارة الطبيب الذي سيقوم بفحص سريري ومختبري للموافقة على استخدام أي دواء أو عشبة. كما يتوجب تناول الأدوية الموصوفة فقط دون غيرها مع مراعاة ما يلزم عند استخدام الدواء، وسؤال الطبيب والصيدلي عن ذلك. أما الجزء الثاني من الحل فهو في التأكد من أمان الدواء عبر التأكد من مصدره، فيجب أن يكون الموقع مرخصاً، يتيح لك النقاش، ولو افتراضياً، مع صيدلي ليجيب عن أي أسئلة واردة، ويطلب منك وصفة طبية ليعطيك الدواء.