لا يختلف اثنان على الكفاءات العالية لعضوات مجلس الشورى من أول دكتورة تمَّ تعيينها في جونز هوبكنز إلى سفيرة للنوايا الحسنة في اليونسكو للعلوم مروراً إلى كبيرة أبحاث أمراض السرطان، طوبى لهن جميعاً، مع الأسف حاول البعض التشكيك بهن وبكفاءاتهن العلمية ليس لهدف مصلحة الوطن والمواطن بل الهدف يصب في مصلحتهم الشخصية والمعارضة دائماً لكل جديد ومحاولة منهم إغلاق الأبواب والنوافذ على بناتنا كي يتسنى لهم الخوض بما يعود عليهم بالنفع ولو استطاعوا أن يهمشوا المرأة لفعلوا ولا نستبعد أن يقول أحدهم غداً أخرجوا المرأة من جزيرة العرب . نعم هؤلاء بناتنا لمن يشكك في التعليم لدينا أو يشكك في اختيار أبو متعب أطال الله في عمره، مع الأسف هؤلاء المشككون محسوبون علينا وإخوان لنا ونتقاسم الخبز معهم وليس غريب الدار الذي يحاول المساس بنا وهذا بالتأكيد لا نعيره اهتمامنا لكن يحزّ في نفوسنا عندما ينطق بها أخ لك في الدين والمواطنة وتجمعنا مظلة واحدة اسمها المملكة العربية السعودية. عندما أذهب إلى بعض الدول المجاورة تنتابني الغيرة لمشاهدة المرأة جنباً إلى جنب مع الرجل يخدمون بلدهم كاليد الواحدة ونحن نحاول إيقاف عجلة التقدم باسم التغريب أو غيره لا أعرف حتى الآن لماذا يوضع التغريب ككبش فداء لمن ليس لديه حجة لكن لماذا نصنف الإصلاحات في مجلس الشورى على أنها تغريب؟ هل سألنا أنفسنا يوماً ماهو الغرب !؟ الدول المتقدمة المسمَّاة بالغرب هم من اكتشف لنا البترول ونحن نستخدم منتجاتهم حتى الساعة من الجوال حتى حفائظ أطفالنا والقائمة تطول، أولاً وقبل أن نجعل كلمة تغريب وكأنها عيب نتداوله فيما بيننا علينا الاعتماد على أنفسنا وإنتاج غذائنا ودوائنا كي نحظى بنوع من المصداقية أمام الآخرين على أقل تقدير. لقد أوقفنا تقدمنا لعدة عقود وكسرنا مجاديف بناتنا حتى لم يبق لهن مجاديف وجاء الوقت أن ننفض غبار الماضي ونتطلع إلى الأمام لأجيالنا القادمة، وليس من المعقول أن هذا البلد الذي يغذي اقتصاد العالم في أرجاء المعمورة تناسى نفسه حتى أصبح هزيلاً لا يستطيع تغذية نفسه ومازال غارقاً بالكلمات التي جعلتنا في قاع الأمم حتى الأولمبياد حرمنا منها والسبب ( هذا تغريب وهذا تشريق !!. ). نحن نعول كثيراً على بناتنا في مجلس الشورى ولن ننساق أو نخضع أمام المشككين والمحبطين الذين لا هم لهم سوى إحباطنا وكبح عجلة التقدم وننتظر أول الغيث وسوف نبقى داعمين لهن لأن وجودهن في المجلس هو بداية الخير للوطن ولهذا الشعب الذي انتظر طويلاً وللمرأة السعودية خاصة والعربية والإسلامية عامة.