اكتشفت القوى الأمنية اللبنانية سرداباً تحت الأرض يوصِّلُ إلى داخل أكبر سجون بلاد الأرز. الممرُّ السريُّ لم يكن قد انتهى، وبذلك أُحبطت محاولة فرار، كانت، لو نجحت، ستكون الأكبر في تاريخ لبنان. لم يُعلن السجناء اللبنانيون يأسَهم، مرة بعد أخرى يبتدعون طرقاً للفرار من السجن الأكبر في لبنان. يُغريهم نداء الحرية رغم قيود الجرائم التي اقترفوها. ويُكرِّرونُ محاولةً تلو أُخرى. وعادةً ما يكون السجناء الإسلاميون أبطالَ هذه المحاولات، غير أنَّ هذه المرة كانوا أبرياءَ منها، وربما لذلك لم تنجح. فقد أحبطت القوى الأمنية اللبنانية محاولة فرار جماعية لنزلاء «سجن رومية المركزي» حيث اكتشف عناصر الجيش اللبناني حفرة كبيرة مخفية بالقرب من السجن المركزي، وتبيَّن أنَّها سردابٌ يؤدي إلى داخل السجن. وبدأت التحقيقات، وتبيَّن أن هناك حفرة أُخرى داخل مشغل السجن، لكنها غير منجَزة بعد. اكتشفها الحراس المكلفون بحراسة السجن في المبنى الذي أخلي منذ شهرين لإنجاز إصلاحات فيه، بعدما كان قد شهد عدداً من التمرُّدات، التي قادها سجناء محكومون بالإعدام، احتجاجاً على الاكتظاظ والأحوال المُزرِيَة داخل السجن. وأكد أحد الضباط في قيادة سرية السجون ل «الشرق» أنَّ اكتشاف إحدى عمليات الحفر على شكل سرداب كان يمكن أن يؤدي إلى خارج السجن، جنَّبَنَا وقوع أكبر عملية فرار، باعتبار أنَّ الجناح الذي توصل إليه الحفرة يضم ألفي سجين. وأشار الضابط المذكور إلى أنَّ سرية السجون باشرت تحقيقاتها للكشف عن المتورطين، لاسيما وأن هناك آخرين كانوا يتولَّون الحفر من الخارج أيضاً، يُفترض أن يتم توقيفهم. ويُعدُّ سجن رومية المركزي الأكثر شهرةً، لجهة عدد عمليات الفرار التي شهدها، علماً أنَّ المجرمين النزلاء في السجن المركزي، لا يقلّون خطورة عن أكثر سجناء العالم خطورة، وفي سجن رومية، تجدُ قياديًّا في تنظيم القاعدة، وأعضاء مجلس شورى فتاوى القتل وهدر الدم. وهنا أيضاً، عشرات (المجاهدين) المفترضين الذين نفّذوا تفجيرات واغتيالات طالت مدنيين وضباطاً وجنوداً في الجيش اللبناني، فضلاً عن تهديدهم أكثر من ضابط بالذبح، ممن استجوبوهم، لدى خروجهم. عدا عن مجرمين جنائيين آخرين، بينهم قتلة متسلسلون، سفكوا دماء عشرات الضحايا الأبرياء من دون رحمة. وتجدر الإشارة إلى أنه في الأيام السابقة، أعلنت قيادة سرية السجون عن إحباط محاولة فرار جماعية من سجن رومية، حيث كان ينوي ما يقارب عشرين موقوفاً من «فتح الإسلام» تنفيذها، بحسب ما تناقلت وسائل الإعلام. وكشفت المعلومات المتداولة أن عدداً من هؤلاء السجناء عمدوا في أوقات سابقة إلى إتلاف عدد من القضبان الحديدية في مكتبة السجن، وكانوا يحاولون استحداث ثغرة في المشغل المقفل التابع للسجن. وأعقب ذلك، فرار أحد سجناء سجن حلبا، وهو صومالي الجنسية يدعى أبوبكر آدم، كان نقل من سجنه إلى مركز اليوسف الاستشفائي نتيجة إصابته بعوارض ضيق تنفس وأوجاع في الصدر. قفز السجين الفارّ من الطبقة الأولى من المبنى قبل أن يتوارى عن الأنظار، إلا أن الأجهزة الأمنية تمكَّنت من إعادة توقيفه. السجين الصومالي محكومٌ بتهمة الدخول خلسة إلى لبنان.