شنَّ طيران الأسد الحربي لليوم الثاني على التوالي غارات عنيفة على مدينة الرستن، وسط سوريا أمس، وقال الناطق الإعلامي في المدينة، مرهف الزعبي ل «الشرق» إن سرباً من الطيران الحربي من نوع سوخوي روسي الصنع شن 12 غارة ظهر أمس مستهدفاً الأحياء السكنية، وبعض المدارس وبناء البلدية، وأوضح الزعبي أن هذه الغارات هي الأعنف منذ بداية الثورة على الرستن التي تتعرض باستمرار لقصف من مواقع النظام بالصواريخ والمدفعية الثقيلة من كتيبة الهندسة في الرستن ومن الكلية الحربية في حمص ومن كلية الهندسة وكلية الكيمياء في بلدة المشرفة الموالية للنظام، وأكد الزعبي أن القصف استمر بعد الغارات الجوية بمدافع الهاون وصواريخ غراد ومدافع الفوزديكا على الأماكن التي تم استهدافها بالطيران الحربي، واعتبر الزعبي أنَّ نظام الأسد بهذ الأسلوب يريد قتل مزيد من المدنيين والمنقذين والمسعفين، وأشار الزعبي أن أكثر من 20 صاروخ جو – أرض سقطت على الأحياء السكنية؛ ما أسفر عن تدمير أربعة أحياء بشكل كامل، أي ما يقارب 60 منزلاً، وعدد من الشهداء والجرحى لم يتضح بعد بسبب عدم توفر الإمكانات لرفع الأنقاض لعدم توفر الوقود والآليات الكبيرة، وحذر الزعبي من أن النظام يمكن أن يستخدم أسلحة غير تقليدية وأن هناك هلعاً شديداً بين السكان، وان كثيراً منهم غادروا المدينة تحت القصف، وأضاف الزعبي أن مقاتلي الجيش الحر يستعدون لاحتمال اقتحام المدينة، وأضاف أنَّ طيران الأسد دمر أمس الأول 30 منزلاً وأوقع عديداً من الضحايا بين المدنيين شهداء وجرحى. وعن تفسيره لاستهداف الرستن بهذه الطريقة، وبشكل مستمر، قال الزعبي: إنه – ومع تقدم المبادرات لحل سياسي – يريد النظام أن يحقق مزيداً من الانتصارات وتغيير الواقع الديموغرافي، وخاصة في حمص التي يعتبرها قلب الدويلة العلوية وعاصمتها التي ينشدها نظام الأسد وإيران، وأضاف الزعبي أن النظام بدأ يسرب عبر مؤيديه أنَّ الدولة العلوية قادمة، وستكون في الساحل وتمتد شرقاً إلى غرب نهر العاصي، وأوضح الزعبي أن النظام لجأ في هذه المناطق إلى حملة تطهير وتهجير للسكان على نطاق واسع. وقال الزعبي: إنَّ طواقمَ الإنقاذ والمواطنين استطاعوا حتى مساء أمس إخراج ثلاث جثث، بينها أشلاء لطفلتين و إمرأة عجوز ولا يزال كثير من الشهداء والجرحى تحت الأنقاض، عُرف منهم الطفلة سمر الشيخ علي والحاجة منى الخطيب. وأضاف الناطق أن المشفى الميداني يغص بعشرات الجرحى على الأسرة، وعلى الأرض، وفي كل مكان، وهناك نقص كبير في مستلزمات الإسعاف والأدوية التي يحتاجها العشرات من الجرحى. أشلاء طفلة نتيجة القصف