إذاً فقد كنت مشروع مطوع. مع كوكبة كبيرة من زملاء المدرسة. لكني كنت في المقدمة لأني كنت أحفظ عدة سور من القرآن الكريم. وكان صوتي يعجب المعلمين. وصلنا إلى الصف الخامس واكتشفنا المخبر الذي كان يقدم للمدير تقارير كاملة عن الذي كنا نفعل وفي المقدمة حضور الصلاة جماعة. ولقي المخبر (علقة ساخنة) لم ينسها حتى هذه اللحظة. وأعلن صبيان القرية مقاطعة ذلك المخبر الذي بدأ ينقل أخبارا (وردية) عنا فلا مخالفات ولا تأخر عن الصلوات.. ويبدو أن المدير وبعض الأشداء الغلاظ اكتشفوا (اختراقنا) لجهازهم الإخباري. فابتكروا حيلة يعرفون بواسطتها صدقنا من عدمه وهي سؤالنا عن أسماء سور القرآن الكريم التي تلاها الإمام في صلوات المغرب والعشاء والفجر. فظهر الاختلاف ووقعت علينا العقوبة.. فابتكرنا حيلة الاتفاق على أسماء السور فمن صلى يخبرنا بأسماء السور وإن حدث أننا لم نذهب إلى المسجد جميعا اتفقنا على أسماء سور لكل صلاة.. غير أن المدير وسع استخباراته وصولا إلى إمام مسجد القرية فيسأله عن السور التي قرأها. وهكذا سقطت كل الحيل التي اخترعناها. فاخترنا من بيننا مخبرين يتواصلون مع المدير وعدنا إلى الانتظام في حضور الصلوات في المسجد.. وأثناء المد والجزر بيننا وبين المدير والمعلمين الغلاظ الأشداء. ساءت سمعتنا لديهم وأصبحنا عرضة للعقاب أمام أبناء القرى الأخرى.. كانوا يريدوننا مشاريع دعاة بالترهيب لا الترغيب. ولما رحلنا من المدرسة الابتدائية لم يبق لنا سوى ذكريات غير جيدة في مرحلة عمرية يقولون إنها هامة في حياة الإنسان. غدا نكمل.