قال عضو المنبر الديمقراطي المعارض ميشيل كيلو ل«الشرق» إنه وصل إلى مدينة «رأس العين» في شمال سوريا منذ عدة أيام في زيارة وساطة يأمل خلالها تحقيق اتفاق بين العرب والأكراد في المدينة، والتي تشهد مواجهات بين الأكراد والعرب منذ ما يقارب الشهر على خلفية ادِّعاء مسلحي كل طرف بأحقية السيطرة على هذه المدينة الحدودية بعد تحريرها من قوات النظام، وأوضح كيلو أنه التقى بالأكراد والعرب وحصل على موافقة الأكراد على تسوية دائمة تفضي إلى انسحاب جميع المتقاتلين من رأس العين، وتشكيل مجلس محلي يكون لديه قوة حفظ نظام تمثل جميع السكان يُنتَخَبُ أو يَتوافقُ عليه الجميع لإدارة شؤون المدينة، ويمنع دخول المسلحين إليها، وأضاف أنه تلقى موافقة مكتوبة من الأكراد، بينما مازال ينتظر – ولم يتلقَّ – ردًّا من الجيش الحر حتى مساء أمس، وأشار إلى أنه تحدَّثَ مع رئيس أركان القيادة المشتركة للجيش الحر مرتين، وكذلك مع رئيس الائتلاف الوطني معاذ الخطيب، وتلقى وعوداً بالتوقيع. واعتبر كيلو أن ما يجري في مدينة رأس العين غير مفهوم، خاصةً أن الأكراد والعرب قاتلا أمس الأول في حي الأشرفية بحلب جنباً إلى جنب، واستُشهِدوا وأيديهم متشابكة في القتال ضد النظام، وتساءل: كيف يتقاتلون في مدينة رأس العين ضد بعضهم البعض ويقاتلون جنباً إلى جنب في حلب؟!، وما سر هذه المفارقة المحيِّرة؟!، وختم كيلو بالقول: «هل يمكنُ أن يكون السبب كثرة المرتزقة والمخترقين أمنيًّا وإقليميًّا داخل الجيش الحر». وحتى مساء أمس لم يصل كيلو إلى أي اتفاق بين الطرفين، ولم تنجح بعد وساطته التي بدأت قبل أيام بعد فشل محاولات أخرى أجراها ممثلون عن الائتلاف الوطني السوري لتحقيق تهدئة بين الطرفين. يذكر أنَّ الجيش الحر الذي يسيطر على أجزاء من المدينة يتألف من عدة كتائب كردية وإسلامية، وبعضها متشددة، بينما المسلحون الأكراد معظمهم ينتمون إلى حزب العمال الكردستاني (الجناح السوري «ب ي د»). وذكر المركز الأخباري السوري أنَّ عمليات خطف يقوم بها حزب العمال الكردستاني بحق الناشطين الأكراد الذين لا يتفقون مع خطه وممارساته السياسية والعسكرية، وقال المركز إنَّ عدداً من المناضلين الأكراد اختطفهم الكردستاني ومنهم رئيس اتحاد القوى الديمقراطية الكوردية جميل عمر أبوعادل، وكذلك القيادي في الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا بهزاد دورسن «البارتي»، والمناضل الوطني علاء الدين حمام (أبو سردار) الذي اعتقل من قبل نظام الأسد لست سنوات.