يجلس أكثر من خمسين طالبا أوروبيا على مقاعد الدراسة في جامعة القصيم، حيث ابتعثوا لطلب العلم الشرعي وتعلم اللغة العربية، «الشرق» التقت عدداً منهم، في قسم الشريعة، وهم طلاب قدموا من دول أوروبا الشرقية الجنوبية، والتي تسمى بدول إقليم البلقان، من كوسوفو والجبل الأسود وصربيا والبوسنة والهرسك وألبانيا ومقدونيا، وعبروا جميعا عن شكرهم للشيخ الدكتور عبدالرحمن العقل، الذي يتلقون العلم الشرعي والدروس في جامع ابن القيم بحي النهضة على يده. بالإضافة إلى رجل الأعمال عبدالله الراشد على تعاونه معهم. والشيخ إبراهيم البصيلي. أهالي بريدة وعن علاقاتهم واحتكاكهم بعد سنة ونصف قضوها بالمملكة، امتدحوا بشدة الشعب السعودي على كرم الضيافه وحسن التعامل، لاسيما أهالي مدينة بريدة حيث قالوا إنهم في بعض الأحيان يقفون بسياراتهم لدعوتنا لحضور وجبات العشاء أو الغداء وهذا لطف كبير من الناس هنا. الناس هنا رائعون في المملكة وتعتبر المملكة من أفضل الدول التي قمنا بزيارتها من ناحية التدين والتمسك بالدين فقد زرنا عددا من مدن المملكة كمكة المكرمة والمدينة المنورة والدمام. وفي سؤال عن علاقاتهم بالمجتمع والأنشطة المقامة بالمنطقة وحضور المهرجات، قالوا «لم يسبق أبدا أن حضرنا مهرجانات المنطقة، ولانعلم عنها. وعن مكاتب الدعوة والجاليات أكدوا على عدم وجود أي تعاون أو التقاء بينهم مسبقا». وأشار المبتعثون الأوروبيون إلى أنهم يسكنون بحي النهضة شمال بريدة، وعلى طريق عثمان بن عفان، حيث اشتهر هذا الطريق ليلا ليكون ملاذا للمراهقين لممارسة هواية التفحيط وكانوا مستائين بشدة من الإزعاج ليلا بسبب التفحيط وهو ما سبب مشاكل في النوم وعدم الراحة. وقال أحدهم أستغرب كثرة حوادث السيارات لديكم فهي رهيبة جدا وخطيرة بسبب التهور أثناء القيادة. مصاريف الدراسة أما عن مصاريف الدراسة، فأكدوا أنها مدفوعة من الحكومة السعودية، حيث عبروا عن امتنانهم لها، وخاصة خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، على اهتمامه بإخوانه المسلمين وحرصه على التعليم بشكل عام، أما مصاريف الكتب فنحن نتسلم ثمانمائة وأربعين ريالا مكافأة من الجامعة ففي بعض الأحيان لاتكفي كمصاريف شخصية ومصاريف كتب، واقترح أحدهم لو يكون ببداية كل فصل دراسي قسيمة شراء تقدم مجانية من الجامعة تكون لمكتبة محددة وفق تعاون مسبق بين الجامعة والمكتبة وتكون هذه القسيمة خاصة لشراء الكتب فقط بداية كل فصل دراسي. أساتذة المعهد وما إن تحولنا بالحوار إلى الأساتذة حتى تعالى اسم الدكتور علاء زويل وقالوا يجب أن تذكر هذا الاسم وتخصه بشكر خاص جدا فهذا الدكتور القدير نحبه جميعا وهو مصري الجنسية وقالوا نتمنى رجوعه قريبا بسبب سفره لبلده فهو صاحب علم وابتسامة لاتفارقه نحن نرتاح له كثيرا. أيضا شكر خاص لوكيل شؤون الطلاب بجامعة القصيم الدكتور خالد الشريدة لتعاونه معنا ولتسهيل جميع احتياجاتنا. ومدير جامعة القصيم الدكتور خالد الحمودي. أما بخصوص معهد اللغة العربية التابع لجامعة القصيم بينوا أن المعهد جيد ولكن ينقصه الكثير، رغم الجهود الكبيرة للجامعة، وطالبوا بشدة بزيادة الكتب وخاصة كتب النحو والصرف والبلاغة. وقالوا نحتاجها ونجد صعوبة بالتعلم بسبب عدم وجود كتب كافية. وبخصوص تعلم اللغة العربية قالوا نحبذ لو تطور أسلوب التعليم قليلا فهو غير متناسب معنا كطلاب غير عرب فالأساتذة أغلبهم غير مبتسمين وأحيانا أسلوبهم لايتناسب معنا كأجانب هم أساتذة غير سعوديين، والمعهد هنا يبدأ من المستوى الأول وهذه مشكلة نواجهها حيث لايوجد مستوى تمهيدي أو مستوى أقل نبدأ منه لتعلم مخارج الحروف وأسياسيات اللغة العربية كما في بعض المعاهد بالمملكة مثل المعهد الموجود بالرياض والمدينة المنورة على حد قولهم. قلة السعوديين وذكروا أن معهد اللغة العربية لايوجد به أي أستاذ سعودي، مبدين تعجبهم من الوضع، قائلين «نحتاج سعوديين، لايوجد أي سعودي في المعهد! على الأقل نحتاج أستاذا سعوديا للثقافة الإسلامية. نحن جئنا لنتعلم الدين الصحيح واللغة الصحيحة هنا في المملكة ولكن لم نجد أساتذة سعوديين في المعهد ولا حتى في إدارته»، مكملين «نحن فضلنا المملكة على عدة دول كانت لنا فرصة للتعلم فيها كمصر واليمن وبعض الدول ولكننا جئنا هنا لنأخذ العلم والتعليم الأفضل». أما بالنسبة إلى النقل فهم يتنقلون يوميا بحافلة كتب عليها «خاص بنقل الطالبات» وحافلة متهالكة جدا وفي الشتاء البرد قارس جدا حيث إن الحافلة بدائية جدا وقال أحدهم مازحا «وكأننا في الصباح نذهب بثلاجة فالداخل يكون أشد برودة من الخارج، أما في الصيف فهي بدون تكييف!» وقالوا إن الحافلة لاتشكل لدينا مشكلة كبيرة فالحمدلله نحن مرتاحون جدا». وعبروا عن أمنية تجول في خاطرهم، بإحضار عائلاتهم إلى المملكة، حتى يتعلموا الدين الإسلامي الصحيح، موضحين أن وضع النساء في بلادهم ضعيف من ناحية التدين، فالرجال أكثر ميلا إلى التدين، ويذهبون إلى المساجد، بينما تجهل السيدات كثيرا من القواعد الشرعية، مطالبين بافتتاح معاهد نسائية لتعليم الدين واللغة. مبتعثان أوروبيان يحكيان تجربة دراستهما في المملكة