مازال المجتمع الدولي يصرُّ على الحل السياسي للأزمة السورية متمسكاً بإعلان جنيف الذي يستندُ إلى خطة كوفي عنان ذات النقاط الست، التي لا تتضمَّن رحيل الأسد، وقبولها من قِبَل المعارضة السورية على لسان رئيس ائتلافها معاذ الخطيب، رغم رفض النظام لها عبر خطاب الأسد الأخير، ولأي حل سياسي إلا إذا كان تحت سقف النظام نفسه، مبدياً مزيداً من الإصرار على الخيار العسكري في القضاء على الثورة، وبنفس الوقت ترفض القوى الغربية تسليح المعارضة التي فرض عليها حصاراً خانقاً ومَنَعَ وصولَ السلاح إليها، ففرنسا التي أوحت في أكثر من مناسبة أنها يمكن أن تسلح المعارضة السورية أعلن رئيسُها أنَّ الاتحاد الأوروبي لن يرفعَ الحظر عن إرسال الأسلحة إليها طالما أن هناك إمكانيةً للحوار السياسي، دون أن يوضح الرئيس الفرنسي عن أي حل سياسي يتحدث طالما أنَّ النظام هو من يرفضُه، بل يصرُّ على القتل وارتكاب المجازر بحق الشعب، وقبل ذلك رفض البيت الأبيض تسليح المعارضة السورية بحجة غير مفهومة، وهي حماية المدنيين والإسرائيليِّين وضمان أمن الولاياتالمتحدة. مفارقات سخر منها السوريون على صفحاتهم، وهم الذين يدفعون ثمنَها وثمنَ الصمت والعجز، بل التواطؤ مع نظام القتل كما يعتبرون، هذه المفارقات يقول السوريون إنهم يدفعون ثمنَها بمزيد من الدماء التي يسيلها نظام الأسد يوميًّا بارتكاب المجازر، الذي تأكَّد السوريون أنها لن تتوقف، خاصة بعد أن ارتكبت قوات الأسد أمس مجزرة مروِّعَةً، وقتلت وأحرقت ومثَّلت بأكثرَ من أربعين سوريًّا في ريف حلب، كيف سيحمي أوباما حياة المدنيين؟ وعن أي مدنيين يتحدث طالما أنَّ المدنيين السوريين يُقتلَون بالمئات ويُشرَّدُ منهم الألوف إلى دول الجوار يوميًّا؟، وتساءل السوريون على صفحات التواصل الاجتماعي عمَّن يهدد حياة الإسرائيليين والأمن الأمريكي، هل الأطفال الذي يُقتلون على يد قوات الأسد بشكل وحشي يوميًّا يهددون الأمن الأمريكي وإسرائيل؟!، أم أنَّ حلفاء الأسد في إيران ولبنان هم من يهددون إسرائيل بتصريحاتهم المتكررة، وهم الذين يرسلون السلاح للأسد – باعتراف البيت الأبيض نفسه- ؟. تزداد معاناة السوريين ويزداد الألم ليس مع مزيد من ارتكاب المجازر وأعمال القتل والدمار الذي يحل في بيوتهم، بل عند سماع مثل هذه التصريحات الغربية الغريبة، وبنفس الوقت الذي تدوِّي فيه أصوات القنابل والصواريخ فوق رؤوسهم، يُطبق الصمتُ العربيُّ عميقاً عما يجري لهم.