ربما يكون الفقير إلى عفو ربه، كاتبُ هذه السطور، الوحيد بين كتّاب «الشرق» الذي جمعته مهنة المتاعب برئيس تحريرها السابق الزميل الأستاذ قينان الغامدي، في كل مراحل عطائه المهني، فعلى مدى ربع قرن من الزمان عملنا في «عكاظ» ثم «البلاد» وأخيراً «الشرق». وقد كانت البداية في «عكاظ»، وكنت حينها محرراً في مكتب الرياض، وهو في الطائف، ولم يلبث أن انتقل إلى جدة ليرتقي في سُلم العمل الصحفي متدرجاً إلى أن أصبح نائباً لرئيس التحرير، ثم تولى رئاسة تحرير «البلاد»، لأنتقل أنا إلى العمل في مكتبها في الرياض، وقد شهدت «البلاد» في تلك الحقبة تطوراً ملحوظاً، ومع انطلاقة الإصدار الورقي ل»الشرق» انضممت لركب كتّابها بقيادة ربانها الماهر أبي عبدالله، الذي ترجّل من موقعه مؤخراً، والحق أن الأخ قينان صحفي من الطراز الأول، تتوفر فيه كثير من الصفات التي تؤهله ليكون رئيس تحرير ناجحاً، ولكن الكمال لله وحده، فهو يعشق المهنة ولا يقبل أنصاف النجاح، يشجع ويحفز ويقسو أحياناً بهدف الدفع نحو الأمام. وبالمناسبة، فإن العمل الإعلامي يرتكز على عدة أركان؛ أهمها الموهبة والرغبة، ولكن إذا لم يجد الإعلامي المبتدئ من يأخذ بيده من ناحية التوجيه والنصح والتحفيز ومنح الفرصة تلو الأخرى فإن فرص نجاحه ستكون ضئيلة جداً. كل الأماني للأخ الصديق قينان الغامدي بالتوفيق، وأتمنى أن أراه قريباً يمتطي رحلة نجاح جديدة.