تعالت أصوات تنادي بحل مشكلة طريق الخفجي السفانية القديم، بعد إصابات ووفيات نتيجة حوادث الشاحنات بسبب إهمال تطبيق القواعد المرورية، وسوء الطريق المتهالك. «الشرق» رصدت الشاحنات خلال جولة على الطريق، والتقت بعضاً من سالكيه، حيث تحدث المواطن فهد الفرج، وهو من منسوبي القوات البحرية في رأس مشعاب، فوصف الوضع متسائلاً: إلى متى ونحن نفقد نفوساً بريئة جراء طريق الموت الذي أسلكه يومياً إلى مقر عملي، حيث إن ذلك الطريق يفتقد إلى أمور عدة لعل أهمها الغياب التام للدوريات الأمنية، بالإضافة إلى تهالك الطريق، فالإنارة الاصطناعية شبه معدومة، والشاحنات الكبيرة المخالفة والمستهترة تشكل خطراً محدقاً، وكثير من سائقيها لا يكترثون، لعدم وجود إنارات خلفية، معرضين أنفسهم وغيرهم للخطر المحدق. وأضاف: قد لا أبالغ إن قلت إنه لا يمر يوم إلا وأودع أهلي قبل ذهابي إلى مقر عملي، بسبب كثرة المخاطر التي أواجهها أثناء ذهابي وعودتي. من جانبه، قال صالح القحطاني، أحد منسوبي الدفاع الجوي: لا أعلم هل هو طريق معبد أم ترابي، بسبب كثرة التشققات فيه، كما أن الطريق يشهد ازدحاماً وحيوية، لاسيما في أوقات الفجر الأولى، نظراً لكثرة الموظفين العسكريين وموظفي الشركات. شاحنات مخالِفة وشدد القحطاني على أن أكثر ما يعانونه ذلك الخطر الذي تشكله الشاحنات الكبيرة والمخالفة، فبعضها لا يلتزم بالقواعد والتعليمات المرورية، وكثيراً ما تعرضت سيارته للأذى نتيجة تطاير بعض الأتربة والأحجار الصغيرة، التي تكون في صناديق تلك الشاحنات، ولا يحرص سائقوها على تغطيتها بالأشرعة والأغطية التي تحفظ ما في داخلها من التطاير. من جانبه، تحدث سعد السبيعي، الذي يسلك ذلك الطريق بشكل يومي، مؤكداً أن الطريق يفتقد إلى كل وسائل السلامة، متمثلة في الأكتاف غير الكافية والضيقة المساحة، التي أصبحت بمثابة مستنقعات، لاسيما عند هطول الأمطار، إضافة إلى الغياب التام للدوريات الأمنية، ما يثير المخاوف خاصة في الليل. مسؤولية الشرطة واتفق جميع من تم تسطير شكاواهم وملاحظاتهم على ضرورة أن يتم ربط الطريق القديم بالجديد، من خلال نقطة تفتيشية واحدة، من أجل حجز الشاحنات المخالفة، سواء في الحمولة، أو وسائل السلامة، وكذلك توسعة الطريق وإعادة سفلتته، ووضع إنارات صناعية جديدة، وتسيير دوريتين على أقل تقدير على طول الطريق، وقد ألقوا باللائمة على شرطة ومرور المحافظة لعدم قيامهم بمسؤولياتهم تجاه الطريق، وكأنه لا يعنيهم، بالإضافة إلى وزارة النقل والمواصلات، التي يرون أن وعودها أكثر من أفعالها. ثلاثون ضحية يُشار إلى أن طريق الخفجي – السفانية القديم شهد حوادث مروعة راح ضحيتها أكثر من ثلاثين شخصاً، عدا الإصابات في السبع سنوات الأخيرة، وذلك بحسب إحصائيات تقريبية ذكرها لنا شهود عيان، بالإضافة إلى من التقيناهم. الجدير بالذكر أنه تمت الموافقة سابقاً على إنشاء مركز لأمن الطرق، ولم ينفذ حتى الآن، بالإضافة إلى أن وزارة النقل اعتمدت تنفيذ جسر تقاطع طريق أبوحدرية الخفجي بالقرب من المعهد التقني للبترول، بالإضافة إلى إصلاح طريق أبوحدرية الخفجي، مع توسعته إلى ثلاثة مسارات بطول أربعين كيلومتراً، بدءاً من تقاطع رأس مشعاب في اتجاه الخفجي. خطر الشاحنات يهدد حياة الآخرين على طريق الخفجي السفانية القديم مشهد لحادث وقع على طريق الخفجي القديم – السفانية راح ضحيته مواطن وأصيبت زوجته (الشرق)