د. محمد العلم دعت جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، إلى العودة لمحور العمل الأكاديمي وأداته الجوهرية في تجويد تحصيل الطلاب وتطوير أدائهم ورفع مستوياتهم العلمية، من خلال تطوير عمليات التعليم والتعلم داخل القاعات الدراسية في الجامعات. وكان وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية للتبادل المعرفي والتواصل الدولي الدكتور محمد بن سعيد العلم، ترأّس الجلسة الافتتاحية للملتقى العالمي للمبدعين في التدريس الجامعي «خبرات واقعية للتدريس المتميز»، الذي احتضنته الجامعة خلال الفترة من 22 إلى 24/3/1434ه. استراتيجية مبتكرة وشارك البروفيسور دين فان قالين مدير جامعة وسكانسن، بورقة حول «البحث الجامعي في الإطار العالمي.. استراتيجية مبتكرة لدمج ممارستين تعليميتين عاليتي التأثير»، وذكر أن هناك دليلاً كبيراً يُثبت أن القيام بإشراك طلاب المرحلة الجامعية في «الممارسات التعليمية ذات التأثير الكبير» يؤدي إلى تعزيز العملية التعليمية والذاكرة والنجاح بين الطلاب، مبيناً أن هذه الممارسات العالية التأثير تعدّ البحث الجامعي وخبرات الدراسة في الخارج أكثر فاعلية ودعماً للتعليم العالمي، وأنه يمكن أن تصبح عملية دمج الأبحاث الجامعية مع المكونات الثقافية للدراسة في الخارج طريقة فاعلة لإشراك الطلاب في الخبرات العالمية الجوهرية المرتبطة والمثيرة، كما ناقش العناصر الرئيسة لتطوير الخبرات البحثية الجامعية في إطار دولي، واستعرض عديداً من أمثلة البحث الجامعي في الإطار العالمي بما في ذلك مقرر «علوم البيئة في النرويج» الذي يتعاون فيه كل من طلاب قسم الكيمياء والأحياء بشكل جماعي مع الطلاب النرويجيين؛ لتقييم محتوى المعادن الثقيلة للمضيق البحري الملوث الواقع غربي النرويج. وتلا ذلك ورقة للدكتورة كارمل ماكنوت أوضحت من خلالها «تصميم تقنية إبداعية تعزز البرامج والمقررات الجامعية في القرن «21» بأن التعليم الإلكتروني أصبح مستخدماً في معظم جامعات العالم في الوقت الحالي، وهذا ما يحدث حقيقة في الجامعة الصينية هونج كونج (CUHK) التي درست فيها لأكثر من عقد مضى، وبينت أنه على الرغم من وجود تحدٍّ في دعم المعلمين لتضمين التقنية بشكل طبيعي في عملية تخطيطهم لمقرراتهم، إلا أن هناك عديداً من المعلمين الذين يستخدمون التقنية بطريقة تعليمية. وأكدت في عرضها التقديمي على إمكانية شبكات الإنترنت في تعزيز مجتمعات التعلم وإعطاء نماذج يمكن أن تساعد الأساتذة على تنشيط التصاميم التعليمية للمقرر لجعلها أكثر تركيزاً على المتعلمين وأكثر إشراكاً لهم وأكثر احتمالاً لدعم الطلاب في تحقيق أهداف التعلم المرجوّة. تحدٍّ شرس للتغيير الجامعي ودعا الأستاذ الدكتور نورمان جاكسون من مركز التميز في التعليم والتدريب المهني في جامعة سري في إنجلترا، في ورقته «التحدي الشرس للتغيير في حرم الجامعة: تشجيع الابتكار (أسفل لأعلى) من خلال التغيير الاستراتيجي»، إلى أن تتغير الجامعات إلى جامعات نموذجية من أجل لعب الوظيفة التي لا غنى عنها في البيئة التنافسية الجديدة بسرعة أكبر وبشكل أساس أكثر مما كانت تفعل، والتعرف على مشكلة كيفية تغيير الجامعة غالباً إلى الشكل الرديء والمبهم، فهي محل جدل، وغالباً ما ترتبط وبشكل خاص بالآراء والقيم الأخلاقية والسياسية والأيديولوجية والمهنية. عشرون جهة إلى ذلك، افتتح مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل، المعرض المصاحب لفعاليات الملتقى العالمي للمبدعين في التدريس الجامعي، الذي يشارك فيه ما يقارب من عشرين جهة حكومية وخاصة، ومن أبرزها شركة خبراء التربية، ومركز النافع للتدريب والاستشارات، ومركز تحسين الأداء للتدريب، وشركة سمتيه العربية، وشركة كامل كلاود، وأكاديمية الفيصل، ونسيج للخدمات الإلكترونية، وشركة التعليم النوعي القابضة، وجامعة دار العلوم، وجامعة الفيصل، وشركة الخليج للتدريب والتعليم، ومعهد تعليم اللغة العربية وكلية وعمادة شؤون المعاهد في الخارج وعمادة البرامج التحضيرية وكلية الطب وكلية علوم الحاسب ونظم المعلومات وعمادة شؤون المكتبات وعمادة التعليم عن بُعد ومركز خدمات التوظيف وعمادة التطوير الجامعي في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. وأشاد أبا الخيل إلى ما احتواه المعرض، مؤكداً أنه فرصة لاطلاع أعضاء هيئة التدريس والطلاب ومنسوبي الجامعة على التقنيات الحديثة من وسائل تطوير التعليم الجامعي. وشهد الملتقى استحداث أستديو خاص بالبث المباشر لوسائل الإعلام وخاصة القنوات الفضائية، وفّرته اللجنة الإعلامية للملتقى، إضافة إلى مركز إعلامي تتوفر فيه جميع الوسائل اللازمة لخدمة الإعلاميين بوسائلهم المختلفة. ريادة وتميز د. عبدالرحمن النامي وقال المشرف العام على الإعلام الجامعي رئيس اللجنة الإعلامية للملتقى الدكتور عبدالرحمن النامي، إن الملتقى يكتسب أهميته من خلال رؤيته القائمة على الريادة والتميز في التدريس الجامعي، ورسالته التي تتضمن تشجيع وإثراء الإبداع في التدريس الجامعي، ومواكبة الاتجاهات الحديثة في تطوير التعليم والتعلم الجامعيين. ونوّه بأن الملتقى يهدف إلى عرض تجارب إبداعية واقعية متميزة في التدريس الجامعي لأعضاء هيئة التدريس في مختلف التخصصات، والتعريف بالاستراتيجيات والطرائق والأساليب الإبداعية المتميزة للتدريس الجامعي، ومناقشة التجارب المتعلقة بالتعليم والتعلم، مع التركيز على التميز في التدريس، والوقوف على أبرز التوجهات الحديثة في التدريس الجامعي، واستشراف آليات الإفادة من ذلك، وتوفير فرص اللقاءات العلمية والتعليمية «الأكاديمية»، وتبادل الخبرات الإبداعية الواقعية بين أعضاء هيئة التدريس والمهتمين بتطوير التعليم والتعلم الجامعي. وقدم النامي في ختام تصريحه شكره لوزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري، على رعايته الكريمة للملتقى، كما قدم شكره وتقديره لمدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل، على توجيهه بتوفير جميع التجهيزات والتسهيلات الخاصة باللجنة الإعلامية، إيماناً منه بالدور الكبير الذي يقوم به الإعلام ووسائله المختلفة في مثل هذه المناسبات المهمة. د. أحمد السالم من جهته، أوضح وكيل الجامعة لشؤون الطالبات الأستاذ الدكتور أحمد بن عبدالله السالم، أن الأبحاث والدراسات والملتقيات العلمية بدأت بإثارة مفهوم الإبداع في التدريس الجامعي في نهاية القرن الماضي وتحديداً في السنة 1990، ومنذ ذلك الوقت وحتى اللحظة وهذا المفهوم يُثير مزيداً من الاهتمام والجدل، وذلك لأثره الواسع في تطوير العمل الأكاديمي وتحسين مخرجاته. وأضاف أن الأبحاث والدراسات تذكر عديداً من التعريفات والمحددات لماهية التدريس الإبداعي، ويستخدم عديد من الباحثين مصطلحات كثيرة عند حديثهم عن الإبداع في التدريس مثل: مدى فاعلية عضو التدريس وقدرته على تكريس العطاء للعلم، والحماسة والالتزام الذي يبديه تجاه المجال وتجاه طلابه، وكذلك مدى قدرته على إيجاد بيئة جاذبة للطلاب باستخدام الطرائق والأساليب التدريسية الفعالة، وما يملكه عضو هيئة التدريس من صفات شخصية ومهارات اتصال وتواصل مع طلابه، وغيرها كثير. وأضاف السالم «أعتقد أن الإبداع يمكن رصده وملاحظته في جميع العمل المنظومي التدريسي، أي في مدخلات العملية التدريسية كالمقرر الدراسي والوسائل المساعدة والقدرات التي يتمتع بها عضو هيئة التدريس، والتهيئة التي يتمتع بها الطلاب في قاعة الدرس، وكذلك في عمليات التدريس والتعلم التي تحدث داخل قاعة الدرس كعمليات التدريس والاتصال والتواصل والأنشطة سواء داخل قاعة الدرس أو خارجها، كما يمكن ملاحظة الإبداع في مخرجات عمليات التدريس في شكل معارف ومهارات واتجاهات حصل عليها الطلاب بعد إنهائهم أحد المقررات الدراسية. وأكد أنه متى ما وُجد ذلك التفاعل الإيجابي بين المعلم والطلاب من جهة والبيئة المحيطة من جهة أخرى، الذي يحدث بحماسة والتزام وتكريس وقت، فإن روح التدريس الإبداعي قد تحقق، بصرف النظر عن المنهجيات أو الطرائق أو الأساليب التي يتبعها عضو هيئة التدريس في أدائه. ودعا السالم زملاء وزميلات المهنة إلى المشاركة الفاعلة في الملتقى، لأهميته وأثره الكبير في الأداء التعليمي من جهة، ولندرة أمثاله في الميدان الأكاديمي من جهة أخرى، وأرى أن الملتقى يعدّ من الفرص التي ينبغي اغتنامها لما يوفره من محاضرات نموذجية وورش عمل وحلقات نقاش حول التخطيط للتدريس الجامعي الإبداعي، وأساليب واستراتيجيات إبداعية في التدريس، والتقنيات الحديثة في التعليم الجامعي، وأساليب ووسائل التقويم الإبداعي، وأنشطة متميزة في التدريس الجامعي، والتميز في إدارة التدريس الجامعي، ومهارات الاتصال الإبداعية، وهي محاور بالغة الأهمية في صناعة تعليمية أكاديمية إبداعية. وقدم جزيل الشكر والعرفان إلى وزير التعليم العالي لرعايته الملتقى، وكذلك مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية على دعمه للملتقى، وزملائه في عمادة تطوير التعليم الجامعي على جهودهم الخلاقة في إنجاح الملتقى وتحقيقه أهدافه. خطوات متميزة وأكد وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية للتبادل المعرفي والتواصل الدولي الدكتور محمد بن سعيد العلم، أن الجامعة بفضل ما تلقاه من دعم لامتناهٍ من القيادة الحكيمة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، خطت جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية خطوات كبيرة في السنوات الأخيرة نحو تحقيق رسائلها الثلاث الرئيسة، وأبرزها البحث العلمي والتعليم وخدمة المجتمع، وأضاف «في البحث العلمي انصرفت الجامعة إلى إنشاء مراكز الأبحاث في جميع الكليات ومراكز التميز البحثية وكراسي البحث العلمية في منهج غير مسبوق، وأنفقت على البحث العلمي في السنوات الأخيرة ما يعادل ما تم إنفاقه على البحث العلمي منذ إنشائها، الأمر الذي أسهم في تشجيع الأساتذة على النشر في أوعية النشر المحلية والعالمية». وتابع «أما في التعليم بوصفه النشاط العلمي الأكثر التصاقاً بالأستاذ والطالب، فقد أولته الجامعة اهتماماً بالغاً، إذ أنه يُسهم بشكل مباشر في مخرجات الجامعة. ولضمان جودة تلك المخرجات، حرصت الجامعة على تطبيق معايير الجودة والاعتماد الأكاديمي في جميع كلياتها وفروعها في الداخل والخارج». وأكد أن عقد الملتقى العالمي للمبدعين في التدريس الجامعي يأتي ليتوّج تلك الجهود في النهوض بمستوى التعليم الجامعي، فمن خلاله يلتقي أصحاب الخبرة والتميز في جميع التخصصات العلمية بأعضاء هيئة التدريس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وفي الجامعات السعودية الأخرى، ليستعرضوا التجارب التدريسية المتميزة، التي يؤمل أن تُسهم في تحسين أداء الأستاذ رسالته التعليمية. وأوضح العلم أن الجهود التي تبذلها الجامعة في إثراء العملية واستقطاب الكفاءات العلمية العالمية، يُشكر عليها القائمون على التعليم العالي، وفي مقدمتهم وزير التعليم العالي رئيس مجلس الجامعة الأستاذ الدكتور خالد بن محمد العنقري، الذي يدعم بسخاء ويتابع بدقة جميع مناشط الجامعة، كما أن لمدير الجامعة الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أباالخيل، اليد الطولى في النهوض بمستوى التعليم الجامعي والبحث العلمي، وذلك من خلال إرساء ثقافة جديدة في الجامعة، وهي ثقافة المهنية الأكاديمية لدى الأستاذ الجامعي، التي بُنيت على تشجيع عضو هيئة التدريس وتهيئة الفرص والمناخ الأكاديمي المناسب له ليُعطي بسخاء. وبيّن أن الملتقى فرصة مواتية لشكر الزملاء في وكالة الدراسات والتطوير والاعتماد الأكاديمي وعمادة التطوير الجامعي، على الجهود التي بذلوها في ترتيب وتنظيم هذه الفعالية المتميزة. د. عبدالله الخلف أما وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية للدراسات العليا والبحث العلمي الدكتور عبدالله بن حمد الخلف، فذكر أنه من منطلق تزويد خريجي جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالمهارات والمعارف التي يتطلبها سوق العمل، والإسهام في تخفيف مستوى البطالة بين خريجي الجامعات، وتطوير عضو هيئة التدريس وتحسين مهاراته التدريسية، مما تنعكس إيجاباً على مخرجات التعلم، وسعياً من الجامعة لتحقيق رسالتها في التميز في التدريس الجامعي، فإن الملتقى يعرض ويناقش التجارب التدريسية المتميزة التي حققت نجاحاً في التدريس الجامعي ونتج عنها تحسين في مخرجات التعلم في الجامعات، لعرضها كتجارب إبداعية، وأضاف «من هنا جاءت رؤية ورسالة الملتقى العالمي للمبدعين في التدريس الجامعي، وهي الريادة والتميز في التدريس الجامعي، وتشجيع وإثراء الإبداع في التدريس الجامعي، ومواكبة الاتجاهات الحديثة في تطوير التعليم والتعلم الجامعي، حيث أصبحت الطريقة التقليدية في التدريس الجامعي في وقتنا الحاضر غير مجدية». وقدم شكره للدكتور عبدالله بن علي سير المباركي عميد تطوير التعليم الجامعي ورئيس اللجنة العلمية للملتقى، على جهوده الطيبة في إقامة الملتقى، متمنياً له واللجان العاملة كل التوفيق والنجاح. كما شكر راعي نهضة الجامعة الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل رئيس اللجنة العليا للملتقى، على جهوده المضنية في سبيل الرقي بالجامعة في المجالات العلمية والعملية كافة، وشكر الأستاذ الدكتور خالد بن عبدالغفار آل عبدالرحمن وكيل الجامعة للدراسات والتطوير والاعتماد الأكاديمي، رئيس اللجنة التنظيمية، على جهوده الطيبة في الملتقى.