زميلنا الشيخ الدكتور عائض القرني قال مؤخراً لقناة «العربية» إن كتابه (لا تحزن) تُرجم إلى ثلاثين لغة.. وبِيعت منه أكثر من ثلاثين مليون نسخة.. وقراءة الكتاب تساوي الدنيا ومافيها…»!! (انتهى) قلتُ من قبل إن الشيخ عائض بارك الله فيه رجل ذكي عرف كيف يعزف على الوتر الحساس ليحقق هذا النجاح الهائل على الرغم من أن كتابه هذا خالٍ من الإبداع والابتكار ويغلب عليه الطابع التجميعي آيات وأحاديث وقصص من التراث ومن العصر الحديث من الشرق والغرب، لكن المؤلف راهن على تلك الورقة السحرية العجيبة المتمثلة في العاطفة وشحنها بالحلول الجاهزة الأقرب إلى الغيبية لا الواقعية، غير أن الشيخ عائض نسي أو تناسى شيئاً مهماً وهو أنه كان يتحدث ويده مبللة في الماء و(قرصه منقوع في السمن) فيما الذين يخاطبهم لا تخرج أيديهم من نار الحزن صباح مساء، ولا بأس أن أعيد هنا مقتطفات من رسالة بعثها إلي الصديق علي الشمراني قبل سنوات عندما أنشئت شركة إعلامية باسم لا تحزن للترويج لمبيعات هذا الكتاب وقد نجحت الشركة نجاحاً لا يوصف عندما قفزت بالمبيعات من مليونين إلى ثلاثين مليون نسخة ما شاء الله تبارك الله.. يقول صديقي: «إنه كتاب فيه من النصائح والعبر والدروس الدينية والدنيوية الشيء الكثير، وهو في محصلته النهائية كتاب قيّم يناشد قارئه بألاّ يحزن.. ولكنه لا يقدم حلاً لإنهاء الأحزان التي يعانيها الناس من أصحاب الحاجات والمديونين والذين أُكلت حقوقهم والذين لا يستطيعون قضاء أمورهم الحياتية إلا ب(الواسطة)، والذين يسعون لطرق أبواب العيش الشريف التي تقيهم سؤال الناس إلحافاً.. لم يعد هذا العصر عصر مثاليات ولم يعد عصر نصائح تُدون في كتب وتباع وتؤسس منها ومن ريعها شركات. الناس بحاجة لمن يحض على عمل الخير والناس حتماً تحتاج لمن يوجه النصيحة للغني أو المسؤول لمساعدة المحتاجين.. إن الناس استبدت ببعضها، فالمسؤول بدلاً من أن يكون خادما للمواطن أصبح المواطن خادماً للمسؤول!»