تخطى كتاب "لا تحزن" للداعية السعودي الشهير عائض القرني حاجز 10 ملايين كتاب ليصبح واحداً من أكثر الكتب مبيعاً على الصعيدين العربي والدولي، علماً بأن مؤشرات تداول الكتاب آخذة في التصاعد في مختلف الدول العربية والإسلامية، ما يدل على أن مبيعاته ستتجاوز خلال السنوات القادمة حواجز قياسية. ومنذ صدور الكتاب، عن مطبعة العبيكان، وهو يلقى قبولاً كبيراً في مختلف الأوساط، فضلاً عن أنه ترجم لكثير من اللغات. ويحظى كتاب "لا تحزن" بإقبال واسع على شبكة الإنترنت، حيث تمكن ملايين أيضاً من الحصول عليه عبر مواقع مشاركة الكتب وتحميلها. وبحسب محبي الكتاب ومؤلفه، فإن الكتاب يحوي طريقة حياة بأكملها، حيث يعتبره البعض دراسة جادة أخّاذة ومسؤولة، تعنى بمعالجة الجانب المأسوي من حياة البشرية وجانب الاضطراب والقلق، وفقد الثقة، والحيرة، والكآبة والتشاؤم، والهمّ والغمّ، والحزن، والكدر، واليأس والقنوطِ والإحباط". بل اعتبره البعض "حلّاً لمشكلاتِ العصر على نورٍ من الوحي، وهدى من الرسالة، وموافقة مع الفطرة السويَّةِ، والتجاربِ الراشدةِ، والأمثالِ الحيَّةِ ". وبحسب القرني نفسه فإن كتاب "لا تحزن" الذي ألفه في فترة توقفه عن النشاط الدعوي وسجنه، ليس مجرد موعظة أو خطاب للناس، ولكنه يتضمن "آيات وأبيات، وصوراً وعبرً، وفائدة وشوارد، وأمثالاً وقصصاً سكبت فيه عصارة ما وصل إليه اللامعون من دواء للقلب المفجوع، والروح المنهكة، والنفس الحزينة البائسة". ويضيف القرني في تقديمه للكتاب: "هذا الكتاب يقول لك ابشر، واسعد، وتفاءل، واهدأ، عش الحياة كما هي طيبة رضية بهيجة. هذا الكتاب يصحح لك أخطاء مخالفة الفطرة في التعامل مع السنن والناس والأشياء"، "هذا الكتاب ينهاك نهياً جازماً عن الإصرار على مصادمة الحياة، ومعاكسة القضاء، ومخاصمة المنهج ورفض الدليل، بل يناديك من مكان قريب من أقطار نفسك، ومن أطراف روحك أن تطمئن لحسن مصيرك، وتثق بمعطياتك، وتستثمر مواهبك، وتنسى منغصات العيش، وغصص العمر وأتعاب المسيرة". يشار إلى أن تخطي المبيعات من كتاب "لاتحزن" حاجز العشرة ملايين نسخة يأتي بعد فترة قصيرة من لقاء أجراه الداعية على قناة " الأم بي سي" في برنامج نقطة تحول الذي تحدث فيه عن تجربته في السجن ومنعه من السفر وإلقاء المحاضرات، وتأثير تلك المرحلة، ومن ثم العوامل التي قادته للاعتدال، وكذلك كتابه الشهير "لا تحزن" حيث شرع في كتابته أثناء تواجده في السجن. واستعرض البرنامج مكتبة القرني الخاصة التي تحتوي كتباً لنزار قباني وروائيين غربيين، حيث قال الشيخ إنه لا يجد ما يمنع من قراءتها. ويعتبر القرني من أكثر الدعاة السعوديين إثارة للجدل سواء على الصعيد المحلي أو الدولي، ويراه البعض من أبرز الدعاة الذين شهدت مواقفهم تغيراً من التشدد إلى الوسطية والاعتدال. وعلى الرغم من اختلاف الآراء، فإن الداعية عائض القرني يعتبر محايداً بعيداً عن التشدد والغلو، وكتابه "لا تحزن" خير دليل على ذلك، حيث إنه يدعو إلى الاتفاق مع جميع طوائف المسلمين على المبادىْ الأساسية للدين وهي الإله والكتاب والنبي الواحد وينادي بذلك في كثير من محاضراته.