أقام منتدى بوخمسين الثقافي في مدينة المبرز في محافظة الأحساء، مساء السبت، محاضرة للفنان التشكيلي والباحث التراثي سعيد الوايل حول جهوده في “توثيق التراث الشفوي”، أدارها أحمد البقشي، وسط حضور جمع من المهتمين بالتراث الأحسائي. واستهل الوايل محاضرته بعرض فلم قصير استعرض فيه الخطوط العريضة لاهتماماته ومواضيع أبحاثه التراثية، التي جاب فيها أغلب مناطق الخليج، لتوثيق المباني التراثية، خاصة جانبي الزخارف الخشبية في الأبواب والنوافذ، الزخارف الجصيّة، وكذلك دوافعه الذاتية للتوثيق، التي جاءت متوافقة مع نشأته في أحد أحياء الهفوف العتيقة، التي رأى أنها بدأت تضمحل بشكل سريع أمام التغييرات في أساليب المعيشة والعمل. وتحدث الوايل عن عمله في التوثيق عبر تسجيل لقاءات مع أصحاب مهن وحرف، لتسجيل منتجاتهم وطرق صنعها وآداب الصنعة، مستخدما في ذلك أدوات بسيطة (كاميرا، مسجل، قلم، ودفتر ملاحظات). كما تحدث عن الصعوبات والمواقف المحرجة التي تعرض لها أثناء جمع المعلومات والصور، موضحا أنه في إحدى المرات سقط من الدور العلوي لمبنى قديم، أثناء انشغاله بالتصوير، وقال إن منظره في عمليات للتوثيق كان مثيرا لاستغراب الناس وهو يتجول بكاميرا في أحياء قديمة شبه خالية، وأنه طرد، وأغلقت أبواب في وجهه من بعض المهنيين، ورحب به آخرون، وفتحوا مشاغلهم وورشهم له. وأضاف قائلا: لا أظن أن بقعة في العالم تعشق تذوّق الجمال كما في الأحساء، فأنا أظنّ كل أحسائي فنان تشكيلي، وإن لم يمسك بريشة، مؤكدا أن أحد الكتاب سرق أحد انتاجاته، ولا يخشى التصريح باسمه، وأنه جاب كثيرا من مدن دول الخليج. جانب من الحضور (الشرق) الأحساء | حنان العنزي