يهدف برنامج تطوير المدارس إلى تمكين التعليم من المتعلم، ومعنى ذلك أن يصل إلى الطالب حقه كاملا من المعلم، ومن الوقت الذي يحتاجه حين يتعلم، حتى يتعلم، وحتى يصبح متعلما مستمرا ومنجزا ومحبا ومؤثرا وفاعلا، وقد وردت هذه السمات المستهدفة في الطالب بصيغة الصفة في أنموذج التطوير، حتى تكون أقوى وأثبت مما لو جاءت بصيغة الفعل، والتمكين هو أن يأخذ الطالب حقه كاملا من الكتاب المدرسي، وما يغرس فيه المعلم من مهارات، وما يكسبه من معارف، ويأخذ حقه كاملا من المرشد، وما يقدم له من قيم، وما يبني في نفسه من ثقة وحماس وتطلع، يأخذ حقه كاملا من الوسائل والأدوات والكتب والأنشطة التي يقدمها الكتاب المدرسي أو غيره، والأجمل من ذلك ما يبثه برنامج تطوير المدارس من استراتيجيات للتعلم القائم على المهمة، لإلغاء المسافة بين التعلم كنظرية وكفلسفة يحفظها الطلاب، ويرددونها دون اقتناع، ويحوّل التعلم من مجرد رموز متناثرة إلى تطبيق يعطي المعرفة اهتماما من خلال إعطاء الطالب فرصة للتواصل الاجتماعي مع البيئة والناس والحياة، هذا التواصل الذي يمنحه فرصة بناء المعرفة، بناء وجهة النظر، بناء التشاور والتشارك، وإدخال التعليم للنسيج الاجتماعي الذي هو جزء كبير منه، والمعلم الأول هو الكفيل بتحقيق كل هذه المهام، حين يخصص في كل مدرسة معلم أول للمسار النظري، وآخر للمسار العلمي، لأن دمج المواد لا يخفف على المدرسة ضغط الحصص فقط بل يساعد في تحقيق الرسالة الإنسانية، وهذا من مهمة المعلم المشرف.