التعليم كان أمراً أساساً في المجتمع التركي بشكل عام، كما كان ضرورياً لها بشكل خاص من أجل حياةٍ أفضل. تقول الأميرة لولوة: «التحقت والدتي بالمدرسة في العهد العثماني، حيث كان نظام التعليم التركي القديم يعتمد على الأحرف العربية في كتابة اللغة التركية، ولكن عندما جاء مصطفى كمال أتاتورك أجرى تغييرات عديدة، من بينها استخدام اللغة اللاتينية في كتابة اللغة التركية بدلاً من العربية، وبهذا تعلمت والدتي في المدرستين». وقد واصلت الأميرة عفت تعليمها الأولي والثانوي حتى حصلت على دبلوم معلّمات.. العودة كانت بلاشك رغبة تراود الأميرة عفت التي باتت تعرف مكان أسرتها في شبه الجزيرة العربية، عندما ذاعت أنباء عن شروع الملك عبدالعزيز –طيب الله ثراه- في توحيد المملكة، غير أن الرغبة بحاجة إلى معرفة الطريق لتحقيقها.. وذلك الطريق قد أضاءته أمامها عمتها (جوهران) التي اقترحت أن يذهبا لأداء فريضة الحج، ويتعرفا على أسرتهما هناك ومن ثم تعودان إلى تركيا.. وبالفعل أرسلت برسالة للملك عبدالعزيز الذي كان يبحث آنذاك عن أفراد أسرته، فوجّه لهما الدعوة لزيارة المملكة مباشرة. وعندما وصلت عفت وعمتها جوهران إلى المملكة، لم يكن الفيصل نائب الملك عبدالعزيز آنذاك في البلاد، ولكنه التقى بها بعد عودته، وعن ذلك اللقاء تقول: «التقيت بالملك فيصل بحكم القرابة التي بيننا، وشعر كلانا بالانسجام التام مع الآخر.. جذبتني شخصيته، وظللنا لفترة نتحدث سوياً من خلال (ترجمان)». تبشّر رحلة الحج من يؤديها بميلاد جديد، ولقد كان لعفت من هناك أن تفتح صفحة جديدة من حياتها، حيث تم زواجها المبارك بالأمير فيصل. وقد أنجبت له من الأبناء الأمراء محمد وسعود وعبدالرحمن وبندر وتركي، ومن الأميرات سارة ولطيفة ولولوة وهيفاء. (الجزء الأخير الأسبوع المقبل) * نُقل بتصرف من كتاب «دار الحنان 1375ه – 1955م» للكاتبة رانية سليمان سلامة، رئيسة تحرير مجلة عربيات