أمضت الدكتورة ندى محمد جميل برنجي سنوات في إذاعة جدة تتحدث الفرنسية بعيدة عن لغتها الأم، تعرف بتاريخ هذا الوطن وثقافته، وقبل ذلك مبادئ الإسلام ورسالته بالفرنسية، ولم تيأس من هذا الوضع، رغم رئاستها لقسم اللغات الأوروبية في الإذاعة، فالتحقت بجامعة الملك عبد العزيز معلمة لمادة اللغة الفرنسية بعد جهد جهيد لتحقيق حلم ولادة هذا القسم بين أحضان الجامعة في عام 1409م. مشوار الدكتورة ندى برنجي مع الإعلام والعمل الأكاديمي الذي امتد ل 25 عاما، توج أخيرا بنيلها وسام السعفة الأكاديمية برتبة فارس من قبل الحكومة الفرنسية. ويمنح هذا الوسام للمتميزين في إثراء ونشر اللغة والثقافة الفرنسية محليا وعالميا، ويعود تاريخه إلى عام 1808م، حيث خصص نابليون بونابرت الوسام للأكاديميين الفرنسيين، فأصبح في عام 1866 يمنح لكل مفكر يستحق التكريم، وفي عام 1955م أصبح ذا طابع عالمي ولا يقتصر على الأكاديميين أو الفرنسيين فقط. وتعد ندى برنجي من أبرز المثقفات السعوديات المتعمقات في اللغة والثقافة الفرنسية، وقد شاركت الوفد الشعبي الثقافي الذي رافق خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز أثناء زيارته لفرنسا عام 2005م، كما شاركت الوفد الرسمي المرافق لوزير التعليم العالي أثناء زيارته لفرنسا لتوقيع اتفاقيات التعاون بين الجامعات السعودية والفرنسية، إضافة إلى مشاركتها في مؤتمر المكتبيين الفرنسيين الأول في مونتريال في كندا، وتمثيلها المملكة في المؤتمر الثاني عشر لاتحاد أساتذة اللغة الفرنسية في كيبك في كندا، وكرمت من قبل مجلس جامعة عفت، حيث شاركت في اللجنة التأسيسية الأولى لكلية عفت، فضلا عن مشاركاتها العديدة في الإذاعة والتلفزيون السعودي والفرنسي. تقول ملخصة مشوارها الثقافي: «سعدت بمشاركتي في الوفد الشعبي الثقافي الذي كان من أهدافه الأولى تصحيح صورة المرأة السعودية، ولم أكن وحدي في ذلك، فقد تشرفت بمرافقة الأميرة لولوة الفيصل التي كانت عضوا في الوفد في رحلة فرنسا، التي زرنا خلالها العديد من المراكز والصروح الثقافية والأكاديمية مقدمين من خلالها صورة ومثالا حيا عن واقع المرأة السعودية». وتضيف: «وكان لي شرف المشاركة ضمن 16 كاتبة وباحثة سعودية وأجنبية، في الدراسة الميدانية لكتاب «المرأة في السعودية رؤية عالمية»، وهو كتاب مترجم إلى جميع لغات العالم ويسعى لبيان حقيقة وضعية المرأة في السعودية، كما كان لي شرف استثمار هذا العلم لخدمة حجاج بيت الله الحرام وضيوف مكةالمكرمة، حيث ترجمت بعض الملصقات والوثائق والمطويات الخاصة بإحدى مؤسسات الطوافة إلى اللغة الفرنسية. إضافة إلى تشريفي بترجمة كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الموجهة لضيوف الرحمن في موسم حج 1426ه، وحصلت على جائزة الأداء المتميز لموسم حج 1427ه من الهيئة التنسيقية لأرباب الطوائف».