واتصل صديق عزيز من مصر كان يشغل وظيفة وكيل وزارة ومن حسن حظه أنه تقاعد قبل يناير 2011. قال لماذا يصدر حكم على «جيزاوي الزاناكس» مع بدء الإجازة عندكم وتدفق السعوديين إلى مصر؟ ألا تخشون من ردود الفعل من جهة المواطن المصري العادي الذي يمكن أن يسيء إلى زائري مصر من المملكة انتقاماً للجيزاوي؟ ثم لماذا تُصدِّرون إلينا نفراً من مشايخكم يخطبون في مساجدنا ويحّرضون على قيام (دولة الخلافة الإسلامية) في مصر ويوزعون (دهن العود) حتى على الأقباط، قلت له يا صديقي، الجيزاوي حوكم محاكمة عادلة، وفي محاكمنا لا تُسيَّس الأحكام، ولذا فإنها تصدر في أي وقت؛ لأنها أحكام خالية من الأهداف والمرامي التي قد يتخيلها بعضهم. ولا أعتقد أن ردة فعل سلبية يمكن أن تصدر عن الشعب المصري الطيب وأنت تعلم يقينا أن (الجماعة وأنصارها) هم من أثار الزوبعة عند اعتقال الجيزاوي.. أما من سميتهم مشايخنا فهم مشائخ أنفسهم ولا يعبرون إلا عن أنفسهم ومحتوياتهم الفكرية، ثم لماذا أنت مغتاظ من الذين غزوا مساجدكم؟ فأنتم سباقون بهذا الفعل. فقد جاءنا منكم من أطلقوا على أنفسهم (الفارين بدينهم)، ووجدوا في بلادنا المأوى وفرص العمل في كل المجالات، والكثير منهم حصلوا على الجنسية، ولأنهم فارون بالدين كما كانوا يدَّعون من اضطهاد الحكومة المصرية في القرن الماضي. واعتلوا المنابر وحلقات التحفيظ والتعليم في المدارس ونشروا أفكارهم التي عانينا منها في وقت لاحق.. يا صديقي هي (بضاعتكم عادت إليكم) لا أقول «ردت إليكم» لأننا لم نسع إلى تصديرهم إليكم. ذوقوا ما صنعت أيديكم.