الرياض – يوسف الكهفي ذكاء المواطنين الاستثماري يدفعهم إلى مجالات أكثر جدوى وفائدة بدأت مسؤولاً عن «مقاضي» البيت.. وأسست ثلاث إدارات عقارية أكد رجل الأعمال الشاب محمد بن إبراهيم آل سعيدان أن المجتمع السعودي بدأ يستوعب نظام الرهن العقاري، ويطبقه بشكل فعلي، وقال إن مأساة الأسهم لن تتكرر، فالناس بدأوا يتعاملون بحذر، وأصبح لديهم ذكاء استثماري. وقال من خلال حديثه ل»الشرق» إن والده رجل الأعمال إبراهيم آل سعيدان كان يدفعه بقوة نحو التعليم، وابتعثه وهو ابن العاشرة من عمره، للدراسة في سويسرا، وفي الإجازات كان يكلفه بجلب «مقاضي» البيت، ليتعلم الاعتماد على النفس ويتدرب على البيع والشراء. وتدرج محمد آل سعيدان في مناصب العمل حتى أصبح أحد رجال الأعمال المؤثرين في مجال العقار. نود في البداية أن تخبرنا عن خطواتك الأولى في عالم العقار؟ - يحرص والدي وبشكل كبير على التعليم، يدفعنا نحو اكتساب العلم والمعرفة بكل قوة، وعندما كان عمري لايتجاوز عشر سنوات أرسلني وأخي أحمد والذي كان عمره حينها لايتجاوز ال12 سنة، للدراسة في سويسرا، وكنا نذهب إلى المدرسة ونعود بمفردنا، وكذا في الإجازات نأتي إلى المملكة ونسافر بمفردنا أيضاً، وكان تركيزه ينصب على الاعتماد على النفس، وكان يتعامل معنا أثناء الإجازات ويقول: أنتم الآن في مدرسة الحياة يرسلنا مع العامل ونشتري مقاضي المنزل ونذهب إلى سوق الخضار، ونأتي بمستلزمات البيت، وكان في تلك الفترة يضع ميزانية المنزل بيدنا، ويترك لنا المجال لجلب كل الاحتياجات المنزلية. ومتى كانت الممارسة الفعلية للعمل؟ - في المرحلة الثانوية، اتجهت للعمل بعد الظهر في مكتب جهّزه لي الوالد، ومن خلاله بدأت أحتك بتجار السوق، وكونت معهم علاقات واستفدت من خبراتهم، ومع الوقت دخلت العمل مع والدي في شركة آل سعيدان، وعملت على موضوع «الأيزو»، وأهلنا الشركة وحصلنا عليها، وبعدها استلمت منصب مدير المبيعات في شركة آل سعيدان، وكونت إدارة جديدة وهي «إدارة التسويق»، ومن ثم أسست «إدارة للتثمين العقاري»، وبالنهاية جمعت كل هذه الإدارات تحت مسمى «وحدة الخدمات العقارية»، وهي التسويق والمبيعات والتثمين، ومثلت الوالد في مجلس إدارة أكثر من شركة، وخلقت شراكات جديدة، آخرها كان مع مجموعة «دادا باين» في البحرين، وهذه قبل ثلاثة أشهر. وما هو مجال تلك الشركة الأخيرة؟ - الشركة متخصصة في إدارة الفنادق (شركة هوسا) وهي شركة إسبانية، ولديها ما يقرب من 160 فندقا حول العالم، ووقعنا عقد شراكة معها، بحيث نأخذ اسمهم وندخله في السوق السعودي والخليجي بشكل عام. ما هي آخر مشاريعكم العقارية؟ - برج «اليجنس»، ووصلت مرحلة الإنجاز فيه إلى الدور الثاني، وهو مكوّن من 30 طابقا، ومجمع سكني يضم 140 شقة، و10 فلل وكذلك في طور التصميم هناك مبنيان فندقيان في مكةالمكرمة، بالإضافة إلى 42 فيلا في حي النفل في الرياض. وماذا عن مشاريعكم خارج المملكة؟ - أسسنا شركة في لندن لإدارة الأصول متخصصة في الاستثمار العقاري، ولدينا عدد من المشروعات، حيث يتكوّن أحدها من حدائق فل مور، من 13 فيلا، والآن انتهينا من المشروع الثاني، وسنطرحه للبيع، فنحن نشتري أرضا سكنية، ونبني عليها ونبيعها مباشرة وبأسعار تتراوح من 820 ألف باوند، إلى 1.4 مليون باوند، وحركة البيع هناك قوية جداً والطلب غالبا لايتأثر بالأزمات مثلما هو في باقي البلدان الأخرى. داخلياً ماذا تعولون على حركة سوق العقار خاصة بعد إقرار نظام الرهن العقاري؟ - سوق المملكة مازال متماسكاً، فهو لم يتأثر بالأزمات التي تأثرت منها بعض الدول خلال الفترات الماضية، المملكة تصرفت بحكمة وحافظت على استقرار الوضع، صحيح أن البعض تأثر قليلاً ولكن الدولة وازنت الأمور، ونحن وضعنا أفضل من غيرنا بكثير ولله الحمد، وبالنسبة لنظام الرهن العقاري، فالناس بدأت تستوعبه وتطبقه بشكل فعلي عند البنوك وشركات التمويل. في العام الجديد.. برأيك أين سيكون الاتجاه أكثر هل نحو العقار أم الأسهم؟ - العقار والأسهم بينهما علاقة طرد عكسية، فهذا يستقر وذاك ينتعش، ولكن بعد أزمة سوق الأسهم الناس بدأوا يتعاملون بحذر مع سوق المال، وأصبح لديهم ذكاء استثماري، سواء من ناحية العقار أو الأسهم، فالناس أصبحوا أكثر وعيا، ولن تتكرر المأساة، فالانتكاسات حصلت في كل بلدان العالم، ولكن لا أتوقع أن يتأثر السوق أو يهبط بنفس الحدة السابقة.