وألح أحد الأصدقاء بطلب توقعاتي في هذا العام الجديد. وقال لا أراك تقل فراسة واستشرافاً للغد عن ليلى عبداللطيف ولا الآنسة جمانة وهبة اللبنانيتين. بل وأراك في مستوى المرحومة (عايضة) تلك العجوز الراحلة قبل نحو خمسين عاما والتي كانوا في قرانا يسمونها (المضرّبة) أي أنها تضرب الودع كما يقول أهل الشام. فقد كانت تمتلك ملء كفيها من الخرز والصدف والحجارة تقذفها على الأرض ثم تلاحظ توزعها وتقرأ مستقبل الراغب في معرفة ما سيكون عليه الحال في المستقبل خاصة نساء القرى اللاتي كن ينفردن بها كل على حدة حتى لاتسمع واحدة ما تقوله عن الأخرى. عندما قارنني بالمرحومة عايضة شعرت بالزهو والحبور ولم أجد بداً من إعلان توقعاتي للعام 2013. فقلت له: أتوقع أن يخف وزن الرغيف لكنه سيحافظ على سعره الحالي. وأتوقع أن تكثر على السائقين مخالفات المرور وينتشر (ساهر في كل شارع وسكة) كما أتوقع أن تزيد أسعار استهلاك الكهرباء والماء واحتمال كبير أن تزيد أسعار البنزين والديزل والغاز. وأتوقع أن تتغير لوحات السيارات إلى أشكال جديدة.. قال صاحبي شكرا هذا يكفي لكن قل لي: هل استخدمت ودع المرحومة أم أنك تعتمد على الفلك والأرقام والبروج؟ قلت له الإجابة مؤجلة حتى تتحقق توقعاتي ثم تأتي مع القنوات الفضائية لتعرفوا توقعاتي للعام 2014.