افتحي قلبكِ حتى أزرع فيه راياتي .. وأملأه بالحب .. وأخبئ فيه هذا الهم الكبير الذي يزداد اتساعاً كلما تفاقمت وحدتي ويتمي! وافتحي كفكِ لأقرأ فيه حلمي .. ثم وزعي عطركِ على الدنيا حتى تزهو .. ثم تركض صوب القمر! اجعلي هذه الأشواق تطير في الفضاء الرحب .. ثم اجمعيها لتصبح سفراً من المشاعر التي تغفو على ضفاف الشمس!! كلما جئتكِ حتى ألقاكِ هربتِ مني إلى كل المساءات الحافلة بالحرمان .. إني أنسى كل هذا فأهرب منكِ .. إليكِ! أضعكِ هذا التاج الأغلى على رأس البهاء.. وأحميكِ من كل الأنواء .. وأزفكِ لقلبي هذا المتعب بالنوى! لا أراكِ إلا في الأحلام .. فتمنيت أن يطول نومي الدهر كله حتى تكوني معي..!! هدهدي هذه العصافير التي تكتب الشعر على صدر الأيام .. وتفتح نافذة الهوى ليطل منها العشاق ..!! وامسحي دموع الحرمان - صغيرتي - وهاتِ يديكِ لنجدل للزمان حكاية!! غشقة دائماً يبنى لنا الهمس شعوراً عظيماً بالفرح .. ويفتح أمامنا أبواب الانتظار للغد القادم. همسة الحلم الكبير .. يكبر .. ويكبر.. ويكبر .. حتى يصبح كلمة .. فهمسة .. فحب عظيم. رؤية تعود الحظ أن يطرق الأبواب مرة واحدة .. نقصد أبواب المحرومين .. وأن يطرق الأبواب مليون مرة .. نقصد أبواب السعداء!! في الصميم حتى الأطلال .. تذهب .. فلا تبقى لنا سوى الدمعة!! كيف تتوارى الأشواق؟! قال: كيف ترحل الأشواق إلى أعماقنا .. كيف تتثبت .. وكيف تنجح في أن تكون كل هذا الخضم الكبير في جوانحنا؟! قلت : ليس هناك أكثر من الشوق قدرة في الزحف على أعصابنا .. والتوحد مع هتافاتنا وبناء ملايين الأحلام على أكفنا.. هذا الشوق هو الترحال الأعمق والأكثر أثراً وتأثيراً ..وهو الشعور الأقوى الذي يملأ علينا الحياة بهجة وحبوراً. قال: لكن هذا الشوق بعد ان يكون كل هذا الحضور القوي .. كيف يموت حيناً .. كيف يترمد .. كيف يصبح أطلالاً؟! قلت: الشوق لا يموت .. لكنه قد يتوارى .. لا يسقط .. لكنه قد يضعف .. لأن هذا الشوق مثل الزهور والورود والرياحين يحتاج دائما إلى من يرعاه ويهدهده ويروي عطشه .. فإذا اصابه الجفاف وادماه التجاهل فإنه يصبح مهدداً بالغياب والتواري. قال: وما الذي يدمي الشوق؟! قلت: الغدر .. نعم إنه أنكى الجراحات التي تدمي الشوق .. وتقصفه ..وترمي به في غياهب الترمد. الغدر .. هو الجرح الذي لا يقوى الشوق على مواجهته .. ولا التصدي له .. فينفذ إلى الشريان نزفاً .. وتحطيماً .. وتدميراً .. وعندها يدعون الشوق بمناديل الوداع .. قسراً ليتوارى .. ربما إلى الأبد!! أحلى الكلام قال الشاعر: لا تلقيني في لجة هذا الكون المحموم في قبضة هذا الأفق الدامي الجهم المسموم فأنا أحمل في أعماقي جبن المهزوم وتباريح السيف المثلوم لا تلقيني في هذي القفرة .. حيث الوحشة حيث الغول .. وحيث البوم ودعيني في واحة عينيكِ أسافر ما بين غدير وكروم.