امتدادا للمقالة السابقة عن علم الباراسيكلوجي، نذكر أن العلماء يبحثون في إمكانية وجود نظرية لها قدرة تفسر ما يحدث في الكون بعد عجزهم عن التوفيق بين فهم الطريقة التي تتصرف بها الكواكب والمجرات وتصرفها في عالم الجزيئات والذرات. وكما مات سيبويه وفي نفسه شيء من «حتى» (أداة ابتداء ونصب وجر وعطف)، فإن أينشتاين مات وهو مهموم بفكرة إيجاد نظرية «كل شيء» لتوحيد نظريات القوى التي تحكم الكون وتجمع الخيال العلمي بالحقيقة، مع أنه عجزعن الجمع بين قوى الكون الثلاث (الجاذبية والكهرومغناطيسية والنووية) في قانون واحد. نظرية الأوتار الفائقة (Superstring Theory) يتوقع أن تكون هي ما يبحث عنه أينشتاين والتي تذكر أن ما هو موجود في الكون على مستوى الكواكب والمجرات أو على مستوى الجزيئات والذرات يتكون من خيط ملتف ومهتز ليكون نسيجا متناسقا يشبه نسيج الصوف وهو الذي يكون المادة والطاقة حسب سرعة تذبذبه وتركيزه. لن نفصل أكثر في النظرية لضيق المساحة المخصصة هنا، لكننا نذكر أن آثارها سوف تكون هائلة وسوف تقلب الأسس والأدوات العلمية الحالية، وتتسبب في وجود علوم ومعارف جديدة وتحل عديدا من الألغاز العلمية الحالية. وقد علق أحدهم على ذلك بقوله «هذه النظرية سوف تثبت لنا أننا نرى من غير أن نرى، وأن ما نراه عدما ليس بعدم، وبذلك يتقلص الحاجز بين الحقيقة والخيال ويكون الحدس أصدق من المعاينة».