تؤكد مصممة المجوهرات السعودية شاهناز با جودة، أن توافق الموهبة مع الدراسة، يضاعف مستويات الإبداع، وتعترف بأنها لم تكن تنوي منذ البداية عرض أعمالها للبيع، إلا أن إعجاب الآخرين بتصاميمها دفعها لدخول مضمار التجارة من خلال هذه التصاميم. ودرست با جودة التربية الفنية في كلية مكةالمكرمة المتوسطة، ثم بدأت استخدام المواد المهملة لإنتاج تحف فنية، واتجهت بعد ذلك لصناعة الإكسسوارات، ووصلت اليوم كمشاركة في المعارض والبازارات لتسوق إنتاجها. تقول با جودة التي تعمل مدرسة للتربية الفنية في مدرسة بمكة “بدأت بتحويل المواد التي نود التخلص منها في منزلنا كالأوراق والجرائد، وعلب البلاستيك، وأشرطة الكاسيت، وكذلك الأسطوانات الممغنطة، والعلب الكرتونية إلى تحف فنية نزين بها الأرفف”، وتكمل “كنت أجمع العلب البلاستيكية ثم أقوم بتسخينها وإذابتها حتى أشكلها بطريقة فنية، وأرشها بالألوان مع تزيينها ببعض الأحجار والفصوص، لتخرج بشكل مبتكر، كما أنني سبق أن جمعت الأغصان اليابسة ثم لونتها ولففت الشرائط القماشية حول كل غصن لأصنع نبتة منزلية جميلة”. وحضرت با جودة منذ فترة وجيزة دورة حول استخدام المعادن، تعدها شاهناز ملهمة جداً بالنسبة لها أثناء انطلاقتها كمصممة مجوهرات، تستخدم موارد البيئة الطبيعية مثل الخشب العادي، وخشب العود، إضافة إلى الأحجار الطبيعية. وتستثني باجودة توفير الأدوات، وشراء الخامات من قائمة الصعوبات التي واجهتها، كون أهلها وصديقة لها يساعدونها خلال سفرهم في فترة الصيف بشراء احتياجاتها من فضة، وأحجار، وعود، كما أنها تنتهز فرصة سفرها للخارج حتى تشتري الأحجار والمعادن من تركيا والصين ودبي، إلا أن الصعوبة الحقيقية تكمن في عملية الصنع ذاتها، فالآلات والأدوات المستخدمة لتسخين المعادن وتركيب الأجزاء الدقيقة قد تكسر أظافرها وربما تقطع جزءاً من أصابعها، حيث إنها ترددت على المستشفى مرات عديدة جراء الإصابات المتكررة التي تتعرض لها باستمرار أثناء مرحلة الصنع، ثم إن انتماءها لعائلة محافظة جداً ترفض تعاملها مع شريك رجل، ولا يحبذون تواصلها مع الرجال بشكل مباشر، لذا تكتفي بالعمل من المنزل والمشاركة في المعارض والبازارات، مع توزيع بطاقتها الشخصية المحتوية على أرقام التواصل. وتضيف شاهناز “أنفذ في الشهر قرابة الثماني طلبيات، وحققت مكاسب كبيرة عبر جمعي عدداً كبيراً من الزبائن، وليست كل مكاسبي بطبيعة الحال مادية، فتدريبي طالباتي على صناعة أشياء صغيرة كتعليقات الحقائب، والقطع التي تركب على مغناطيس الثلاجة إنجاز أعتز به جداً”. وتسعى شاهناز با جودة إلى تحقيق طموحها المتمثل في افتتاح معهد تقدم فيه دورات تدريبية لمن تريد افتتاح مشروعها الخاص، كما تأمل أن يصل إنتاجها من خلال الإعلام إلى أكبر عدد ممكن من الناس.