ارتبط رقم 48 في الذاكرة الفلسطينية بالنكبة، وتحول إلى رقم الحظ لحركة فتح في قطاع غزة بعد مشاركة مئات الآلاف من أنصارها في حفل انطلاقتها ال 48، بعد أن غصت بهم ساحة السرايا وسط مدينة غزة للمرة الأولى منذ أحداث الانقسام، في حدث وصفته قيادات فلسطينية ب «ميلاد جديد للثورة الفلسطينية». فمنذ ساعات الصباح الأولى ارتدى قطاع غزة ثوبه الأصفر المزين بشعار حركة فتح، بعد تدفق مئات الآلاف من أنصار الحركة عبر شوارعه باتجاه ساحة المهرجان، في وقت قدمت فيه الحكومة الفلسطينية في غزة تسهيلات لوجستية لإنجاح الفعالية، وضمان تدفق المشاركين دون مشاكل حسب ما أعلنت وزارة الداخلية في قطاع غزة. الرئيس الفلسطيني محمود عباس وجَّه كلمة للمحتشدين من مقره في مدينة رام الله، ووعدهم فيها بأن يزور قطاع غزة قريباً، مشيداً بإنجاز الحصول على الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية، معتبراً أن المصالحة هي الأولوية الأولى لضمان استمرار النضال حتى تحقيق ما وصفه بالنصر واستعادة الحقوق الفلسطينية. القيادي الفتحاوي نبيل شعث اعتبر في كلمة له باسم قيادة فتح في قطاع غزة أن الحضور الضخم للجماهير الذي قدرته حركة فتح ب «المليونية»، هو بمثابة استفتاء على ضرورة إتمام المصالحة الفلسطينية، مؤكداً أنه لم يعد هناك أي مبرر لبقاء الانقسام على حاله، في وقت استغلت فيه عضو اللجنة المركزية للحركة آمال حمد الحضور غير المسبوق للجماهير لتوجه رسالة للقيادة الفلسطينية لتعيد الاعتبار للحركة في قطاع غزة، وتقدم الدعم الاجتماعي والسياسي والمالي لجماهير الحركة التي عانت طوال السنوات الماضية من التهميش، ومما اعتبرته «اعتقاد البعض بأن فتح في ساحة غزة انتهت»، في إشارة إلى بعض قيادات فتح في الضفة الغربية. الحضور الحاشد في الاحتفال – والذي فاجأ أكثر المتفائلين من حركة فتح وأكثر المتشائمين من حركة حماس – دفع سامي أبوزهري المتحدث باسم حركة حماس للتأكيد على أن حماس تعاملت مع المهرجان باعتباره مهرجان وحدة وطنية، معتبراً أن نجاحه هو نجاح لحركة حماس مثل ما هو نجاح لحركة فتح، في وقت طلبت فيه قيادات حركة فتح من حركة حماس عدم إرسال وفدها المشارك في الاحتفال بعد أن فقدت السيطرة على المنصة الرئيسة بسبب كثافة الحضور، والتدافع المستمر بين المشاركين، وهو ما تسبب في تشويش عديد من فقرات المهرجان.