اشتكى عدد من أولياء أمور الطلاب والطالبات في المدارس الأهلية من التكاليف المادية الناتجة عن طلبات النشاط المدرسي من أبنائهم، التي يقوم بطلبها معلمون في المدارس الأهلية، التي يتم شراؤها من مكتبات الأدوات المدرسية بسعر مرتفع ومبالغ فيه -حسب قولهم-، متهمين بعض معلمي المدارس بالجشع، والاستغلال، والابتزاز، و»السمسرة» والترويج للمكتبات، وتسلمهم نسب مبيعات من أصحاب أدوات بيع المستلزمات المدرسية (قرطاسية)، يجئ ذلك في الوقت الذي أكدت فيه وزارة التربية والتعليم ل»الشرق» استعدادها للتدخل والقيام بالتحقيق إذا ثبت وجود مدارس أو مدرسين يقومون بالسمسرة ويأخذون نسبة من مكتبات الأدوات المدرسية، مشددة على أن النظام المنصوص عليه من الوزارة يمنع تكليف أي طالب أو طالبة بأي أنشطة مكلفة مالياً، ويمكن أن تعود تبعاتها على الأسرة مادياً. طلبات متكررة يقول عبدالعزيز اليوسف «إن المدارس الأهلية أثقلت كاهلنا بطلباتها المتكررة التي تكون بشكل أسبوعي إن لم تكن مرتين في الأسبوع في بعض الأحيان، واللافت في الأمر أنهم يحددون لأبنائنا المكتبة التي يجدون فيها ذلك الطلب، وأحياناً نحاول عنوة أن نذهب إلى مكتبات أخرى، ولكننا لا نجد هذا النوع من الطلب أو النشاط، مما يضع الشك في أن هناك اتفاقاً مبيّتاً بين المعلم الذي يطلب هذه الطلبات وبين العاملين في المكتبات وأصحابها، فالطلبات مستمرة ومكلفة، وقد تصل أسعارها أحياناً إلى أكثر من سبعين ريالاً للطلب الواحد، فمَنْ لديه أكثر من طالب يجد صعوبة في تنفيذ هذه الطلبات، خاصة أنه يقع أمام أمرين إما أن يكسر بخاطر ولده ويضعه في موقف محرج أمام زملائه وسماعه عبارات لاذعة ورسائل مبطنة لتوصيلها لولي أمر الطالب وأنه بخيل أو أنه غير مهتم بأبنائه، أو أن يستسلم لهذا الاستغلال والابتزاز. ما نوده من وسائل الإعلام هو التركيز على هذا الجانب، ونقل هذه المعاناة إلى المسؤولين لتوعية أولياء الأمور إن كان هذا من ضمن نظام المدارس أم أن المسألة هي استغلال وجشع واتفاق بين أصحاب المكتبات والمعلمين. تشديد الرقابة وطالب سامي الشهري الجهات المختصة بالتدخل للحد من هذه الطلبات المتكررة، خصوصاً في مدارس البنات التي لا يكاد يمر أسبوع وتطلب إدارتها أدوات لأعمال فنية من المكتبات، مضيفاً أن بعض هذه المكتبات تتبع لملاك المدارس أو تقدم نسبة من مبيعاتها لإدارة المدارس، ولذلك يتم تحويل الطلاب إليها بالاسم. وأكد الشهري أهمية متابعة المدارس وتشديد الرقابة على تلك الممارسات التي تستهدف استنزاف أموال أولياء أمور الطلاب من لوحات وأعمال فنية وملخصات يتم تصويرها وبيعها على الطلاب في المكتبات بتوجيه من مدرسين يعملون سماسرة لدى بعض المكتبات. توافر الأدوات أوضح العامل في إحدى مكتبات بيع الأدوات المدرسية فهد محمد، أن الطلب على أدوات النشاط المدرسي يكون أسبوعياً، وغالباً ما يكون يومي الجمعة والسبت هما الأكثر إقبالاً من الطلبة وأولياء أمورهم لشراء الأدوات، مبيناً أن مرحلة الابتدائي الأكثر طلباً للأدوات، خصوصاً البنات، وأكثر الأعمال طلباً هي الحفر على الخشب وأدوات التليكوم القماش وغيره. وحول تكلفة العمل الفني الواحد بيّن فهد أن متوسط العمل الفني الواحد في حدود العشرين ريالاً، ويكون في كل أسبوع عمل فني جديد يكلف به جميع طلاب الفصل من البنين والبنات. وحول ما يُثار من بعض أولياء الطلاب أن المدارس تتعاون مع المكتبات من أجل تسويق بضاعتها مقابل نسبة معينة، نفى فهد أن تكون المكتبة على تعاون مع أحد، مؤكداً أن الطالب يأتي للمكتبة ولا نعلم من أي مدرسة أتى، ولا مَنْ هو المعلم الذي طلب منه الأدوات، مشيراً إلى أن سبب توجيه بعض المعلمين للطلاب بالذهاب لأي مكتبة لعلمهم بتوافر جميع الأدوات المطلوبة فيها، مؤكداً أن أغلب الطلبات التي يشتريها الطلاب موجودة أصلاً في المناهج، وغالباً ما يأتي ولي أمر الطالب ومعه الكتاب لطلب النموذج الموجود في الكتاب. مناهج متطورة وبيّنت مديرة المرحلة الابتدائية في مدارس الفيصلية الحديثة فاطمة الياسين، أن الأنشطة الطلابية تقلصت من أربع مرات في الشهر إلى مرتين، وذلك بعد اعتماد المناهج المتطورة، مؤكدة أن هدف هذه الأنشطة هو مشاركة الطالب أو الطالبة زملاءه في النشاط، وإبراز ما لديهم من مواهب غالباً ما يتم اكتشافها من خلال هذه الأنشطة المدرسية، وبالتالي تبنى هذه المواهب من التوجيه. وأكدت الياسين أن أدوات النشاط الفنية لا تطلب بشكل مستمر، بل يتم طلبها في برامج محددة أو في المناسبات العامة كاليوم الوطني والأعياد، وتكون بشكل جماعي أكثر من الفردي، مبينة أن المدرسة لا تقوم بتكليف الأهالي بعمل هذه الأعمال الفنية، بل هي مَنْ توفر الخامات وتقوم بإبلاغ ولي أمر الطالبة بتسجيلها في النشاط الفني، أما الأعمال التي يتم تكليف الطالبة بها فهي تقتصر على لوحة يتم إحضارها في اليوم الوطني، والمدرسة هي مَنْ تقوم بتوفير الخامات والألوان وغيرها من الأدوات. وحول امتلاك بعض المدارس مكتبات للأدوات المدرسية، أكدت الياسين أن بعض المدارس تمتلك مكتبات دون تعميم ويتم تحويل الطلاب إلى تلك المكتبات لإحضار الملخصات وبعض الأدوات، ولكن إدارة المتابعة أصبحت تقوم برقابة كبيرة على المدارس لتجنب استغلال الطلاب في مثل هذه الحالات، ونفت الياسين أن تكون المدرسة تطبق على الطالبات اللاتي لا يحضرن الأعمال الفنية المطلوبة منهن إحضارها، مؤكدة أنها أعمال تطوعية وغير ملزمين بإحضارها. وأكد رائد النشاط الطلابي في مدارس أجيالنا التعليمية ياسر بابكير، أن بعض المدارس تتعاون فعلاً مع عدد من المكتبات وتقوم بتوجيه الطلاب إليها لشراء الملخصات وبعض من الأدوات، مشيراً إلى أن هذه الطلبات قد تقلصت كثيراً في السنوات الأخيرة، وتكون على شكل مسابقات كأفضل لوحة خط أو رسم، ويتم تعليقها على جدران المدرسة وفي الممرات، مؤكداً أن كثيراً من أولياء أمور الطلاب يشتكون فعلاً من كثرة الطلبات من بعض المدارس، خصوصاً من جانب مدارس البنات. وبيّن بابكير أن سبب ارتفاع تكلفة بعض الأعمال الفنية يعود إلى اعتماد بعض الطلاب على الخطاطين والرسامين في تشكيل لوحاتهم، التي كان من المفترض أن يعتمدوا فيها على أنفسهم بغض النظر عن شكلها ومنظرها كما كان في السابق. فيما رفض مدير مدارس النخبة الأهلية الإدلاء بأي تصريح تحت حجة أن ملاك المدارس لا يجيزون لهم ذلك. وزارة التربية والتعليم ل الشرق: يُمنع تكليف أي طالب أو طالبة بأي أنشطة مكلِّفة مالياً أوضحت وزارة التربية والتعليم ل»الشرق» من خلال متحدثها الرسمي محمد الدخيني، أن النظام المنصوص عليه من الوزارة يمنع تكليف أي طالب أو طالبة بأي أنشطة مكلفة مالياً، ويمكن أن تعود تبعاتها على الأسرة مادياً، وأشار الدخيني إلى أن البُعد التربوي والتعليمي هو أن يمارس الطالب جميع هذه الأنشطة والمهارات ويتولاها بنفسه سواء داخل المدرسة أو خارجها دون أي تكلفة مالية أو إحضارها من محلات تقدم هذه الخدمات. وأكد الدخيني أن الوزارة على استعداد للتدخل والقيام بالتحقيق إذا ثبت وجود مدارس أو مدرسين يقومون بالسمسرة ويأخذون نسبة من مكتبات الأدوات المدرسية. بعض الأدوات الفنية الأكثر طلباً (الشرق)